حمود أبو طالب- عكاظ السعودية-
نقبل من هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل نؤيدها ونشد على يدها عندما تقوم بإغلاق مكان مشبوه تمارس فيه مخالفات أخلاقية وسلوكيات منحرفة يتفق الجميع على رفضها، وربما يكون في الأمر متسع للأخذ والرد والنقاش معها حتى لو قامت بإغلاق مكان، أي مكان، ترى من وجهة نظرها الخاصة وجوب إغلاقه، ولكن أن تقوم بإغلاق مساجد فإنه تصرف صادم تحت أي مبرر وذريعة مهما كانت.
أفادتنا «عكاظ» يوم أمس أن الهيئة أغلقت أربعة مساجد متبقية من المساجد السبعة الأثرية في المدينة المنورة ومنها مسجد الأحزاب بحجة حدوث «بدع وخرافات وضلالات»، وهي حجة هلامية ضبابية مائعة ليس لها تعريف أو توصيف محدد، إذ لا نعرف ما هي التصرفات التي حدثت وتتفق كل الآراء الشرعية على أنها تدخل في نطاق البدع والخرافات والضلالات. إنه رأي الهيئة ومفهومها الخاص فقط، وهي طريقتها في الحرص على أن تكون أمورها اجتهادية غير مقننة، فقد رفضت وقاومت تقنين مفهوم المنكر والأمور التي تندرج تحته حتى تظل الأمور عشوائية وذلك ما أدى الى حدوث كثير من الأزمات في المجتمع وتسبب في مشاكل عديدة مؤسفة سمع عنها القاصي والداني.
المشكلة أن وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف هي المسؤولة عن كل شؤون المساجد لكن يبدو أنها آخر من علم بالموضوع أو أنها لا تستطيع التدخل في هذه القضية فالتزمت الصمت. فقط هيئة الآثار والتراث الوطني وحدها توسلت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لإعادة النظر في قرارها وتمكين الزوار من زيارة المساجد الأثرية المغلقة لا سيما ولديها مشروع للمحافظة على المساجد الأثرية وتعريف الناس بها، لكن يبدو أن توسلاتها لم تنجح.
ولأن معلوماتي متواضعة أريد أن أسأل القراء الأعزاء هل سمعتم في أي مكان في الدنيا عن إغلاق مسجد. المسلمون في كل مكان يحتفون بالمساجد ويعظمونها ويخدمونها ويجعلونها متاحة للناس في كل وقت، وإذا كانت هناك ضلالات أو بدع فالواجب إرشاد الناس، ولكن يبدو أن الهيئة نفسها لا تعرف بالتحديد هذه البدع حتى ترشد الناس عنها وتصححها فاختارت الحل الأسهل بالنسبة لها وهو إغلاق المساجد.
إنه تصرف مؤلم وصادم أن تغلق سبعة مساجد أثرية في بلاد الحرمين الشريفين ومهبط الرسالة بحجة متهافتة غير واضحة، لا يمكن أن تكون مقنعة للناس.