الوطن السعودية-
تبرأت أوقاف الأحساء من تبعية المسجد الذي استغل منبره الخطيب حسين الراضي لتمجيد حزب الله الإرهابي وزعيمه الجمعة الماضي.
وكشف مدير إدارة الأوقاف والدعوة في المحافظة أحمد الهاشم أن المساجد والجوامع التي تشرف عليها الوزارة في الأحساء تصل إلى 850، فيما يجهل عدد المساجد غير المسجلة.
واستبعد الهاشم تزايد حالات خروج الأئمة عن السياق والأنظمة، واصفا إياها بالنادرة.
من جانبه، أوضح عمدة بلدة الرميلة عبدالله الحسن، أنه سبق إنذار الخطيب الراضي بمخالفاته شفهيا أكثر من مرة، إلا أنه لم يمتثل.
وذكر عمدة بلدة التيمية يوسف بو عامر أن الراضي تجاهل استدعاءه مرتين إلى مركز الشرطة، فتم إيقافه من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة حياله، مشيرا إلى أن جميع المساجد لديها تعليمات بعدم الخروج عن سياق خطبة الجمعة.
لم يتوقف ما سُمي بـ"خطيب حزب الله" أو "إمام حسن نصرالله" عن النهج الذي يسير عليه منذ سنوات عدّة، رغم إيقافه مرتين في وقت سابق رغبة في إعادته إلى الطريق الصحيح، إلا أنه يأبى ذلك ويضع نصب عينيه دائما 3 محاور رئيسة، هي: التمجيد والمديح والثناء على حسن نصرالله، والاعتراض على عاصفة الحزم، وانتقاد الأحكام القضائية ومن ضمنها إعدام الإرهابي نمر النمر.
ملاحظات شفهية
أوضح عمدة بلدة الرميلة التابعة لمنطقة الأحساء عبدالله الحسن لـ"الوطن"، أن ليس لديه علاقة سابقة بالخطيب حسين الراضي، وقال: "حسب ما وصلنا أن هناك خطبا سابقة كانت تلقى بالنهج والأسلوب نفسه"، كاشفا أن الراضي ليس متابعا من الكثيرين، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية باشرت إجراءاتها رسميا، وقامت بالتعامل مع الموقف مساء الأحد الماضي، وحتى الآن لا يوجد أي معلومات عن الأمر.
وذكر أنه سبق إبلاغ الخطيب الراضي بالمخالفات التي يرتكبها عبر منابر يوم الجمعة "شفهيا" أكثر من مرة، كذلك سبق إيقافه عن الإمامة وإلقاء الخطب، وكان آخرها مطلع الأسبوع الجاري، مبديا عدم معرفته ما إذا كان سيتم تعيين إمام وخطيب آخر بدلا عنه أم لا.
تجاهل الأمن
كشف عمدة بلدة التيمية يوسف بوعامر لـ"الوطن" أنه كان من الأشخاص الذين تم تكليفهم بإبلاغ الخطيب الراضي بضرورة الحضور إلى مركز الشرطة لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال ما قام به من إلقاء خطبة مخالفة. وذكر بوعامر أن الخطيب تجاهل الأمر مرتين إذ تم بعد ذلك مباشرة الأجهزة الأمنية إليه، وإيقافه من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة حياله.
وبين بوعامر أنه لم يتلق أي تعليمات بشأن تعيين إمام وخطيب آخر في المسجد حتى الآن، موضحا أن جميع المساجد لديها تعليمات بعدم التطرق لمثل هذه الأمور المخالفة.
حالة نادرة
نفى مدير إدارة الأوقاف والمساجد والدعوة والإرشاد بالأحساء الشيخ أحمد الهاشم لـ "الوطن"، أن يكون مسجد الرسول الذي استغل منبره الخطيب حسين الراضي لإلقاء خطبة يمجّد فيها زعيم حزب الله "حسن نصرالله" الجمعة الماضي، تابعا لهم. وكشف أن المساجد التي لا تعود مسؤوليتها المباشرة إليهم لا يقومون بمتابعة خطب الجمعة فيها، أو أنشطة الأئمة داخلها، معيدا السبب إلى أنها لم توكّل مهامها إليهم.
واستبعد الهاشم، تزايد نسبة خروج الأئمة عن السياق والأنظمة في إلقاء خطب الجمعة، واصفا إياها بـ "النادرة". وقال: "تكاد هذه المشكلات تكون معدومة، وهذه الحادثة هي الأولى من نوعها في المنطقة".
وذكر أن الوزارة لو رأت ضمّ مثل هذه المساجد تحت مسؤوليتها، فلا مانع لديهم في إدارة الأوقاف من التعامل معها، ووضعها تحت الأنظمة.
وكشف أن عدد المساجد والجوامع التي تشرف عيلها الوزارة في الأحساء تصل إلى 850، مبديا عدم معرفته بالمساجد غير المسجلة لديهم.
محاور مخالفة
بين العمدة الحسن أنه تم إبلاغ الخطيب في وقت سابق من قبل الأجهزة الأمنية بعدم التطرق لهذه الأمور، إلا أنه يعود إليها مجددا، وأوضح أنه سبق بشكل شخصي إبلاغ الخطيب عن إيقافه عن الإمامة وإلقاء الخطب مرتين، مشيرا إلى أنه في المرات السابقة كان يتحدث عن المحاور نفسها، والتي تتضمّن مديح تنظيم حزب الله وزعيمه حسن نصرالله وانتقاد عاصفة الحزم والأوضاع اليمنية، كذلك الاعتراض على الحكم بالإعدام على الإرهابي نمر النمر. ولفت الحسن إلى أنه لحظة إبلاغ الخطيب الراضي بقرار الإيقاف الأخير كان بمعيته عمدة بلدة التيمية يوسف بوعامر، وذكر أن الراضي يواجه التحقيقات حاليا وقد يواجه السجن، لافتا إلى أنه في المرات السابقة تم إبلاغه شفهيا، كذلك تم استدعاؤه وإبلاغه بالمخالفات ولم يقض وقتا طويلا لدى الأجهزة الأمنية إذ تم إطلاق سراحه.