الوطن السعودية-
انتقد المستشار في الديوان الملكي الدكتور سعد بن ناصر الشثري هواة جمع الكتب الذين يشترونها لملء المكتبات المنزلية دون شغف بقراءتها والاستفادة من مضمونها، عادا شراء الكتب للزينة فقط من السلوكيات السلبية. وحذر الشثري خلال المحاضرة التي ألقاها ضمن النشاط الثقافي لمعرض الكتاب والمعلومات 33 في الجامعة الإسلامية بعنوان "طالب العلم والكتب.. نصائح وتوجيهات" من اعتماد طلاب العلم على الكتب في الفتيا دون الرجوع للعلماء الموثوق بهم كون أخذ الفتوى من الكتب ونقلها لا يكفى لإبراء الذمة دون تأصيلها التأصيل الشرعي وأخذها عن الثقات من أهل العلم في البلد الذي يعيش فيه. وأضاف: الشثري إن الكتاب من وسائل التعلم ولكنه لا يغني عن العلماء والاتصال بهم فلا بد من مراجعة الفقيه العالم، بل إن الفتوى لا تؤخذ من الكتب دون الرجوع للعلماء مستدلا بقوله تعالى: (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون).
رأى الشثري أن القراءة تكون إيجابية حين يمضي القارئ ساعاته في قراءة مادة علمية معرفية موثوقة، أو في قراءة نص أدبي هادف، سواء كان ديوان شعر أو رواية أو مسرحية، أو غير ذلك. كما قد تكون سلبية إذا كان القارئ يقرأ ما يعود عليه بالضرر كزعزعة بعض المعلومات الأساسية لديه -وذلك بالقراءة في كتاب غير موثوق يزوّد القارئ غير المتمكن من العلم الذي يقرأ فيه بمعلومات مغالطة- وتكثر مثل هذه الكتب في الدين أو التاريخ خصوصا، أو كتعزيز القيم السلبية أو الشاذة كما في بعض النصوص الأدبية التي يمكن وصفها بأنها تجارية وربحية وتدّعي الانتساب إلى الأدب. وتكون القراءة مفرغة من القيمة إذا كان المرء يقرأ في نص لا يعود عليه لا بنفع ولا بضرر، ويكون ضرره الأكبر حينها أن القارئ يضيع وقته فيما لا ينفعه، وأعتقد أن معظم من مارس القراءة في فترات صباه ومراهقته قد مرّت عليه نصوص تندرج في هذا القسم، كبعض القصص البوليسية التي لا يخرج المرء منها بفائدة حقيقية، وهي في الوقت نفسه ليست ذات أثر سلبي عليه.
شدد الشتثري على عدم إهمال القراءة والاكتفاء بما تنقله الأجهزة اللوحية، مستعرضا عددا من السلوكيات السلبية في شراء الكتب واقتنائها، مشددا على أهمية استثمار الوقت في قراءة ما يفيد وترك ما لا يفيد والحذر من إشغال الوقت في الكتب التافهة التي لا تضيف لصاحبها شيئا ويكون على حساب قراءة الكتب النافعة. وتابع الشثري: إن الإنسان مسؤول عن انتقاء المواد التي يقرؤها، وكل ما يقرؤه الإنسان لا بد أن يجد له تأثيرا في نفسه دون أن يشعر، لذلك لا بد من أن يحسن المرء اختيار مقروئه، كما يجب على التربويين وأولياء الأمور أن يحسنوا اختيار المواد التي يقرؤها الصغار والناشئة لما لها من أثر كبير عليهم في المستقبل. وأضاف أن الإخلاص في التعلم والقراءة من أهم أسباب التوفيق في الدنيا والآخرة وعلى طالب العلم أن يبتغي مرضاة لله تعالى وأن يطلب العون من الله لفهم ما في الكتب وربما تتحول قراءة الكتب دون فهم صحيح لمضرة أو يكتسب القارئ مما يقرأه.
وأوضح الشثري أهمية الكتب في حياة طالب العلم ولا بد له من تخصيص ورد يومي لقراءة القرآن الكريم والسنة النبوية فهي أشرف قراءة ثم يخصص جزءا من وقته للقراءة المفيدة ويعتني باختيار كتابه فالقراءة ليست مصدر تثقيف إيجابي دائما فقد تكون إيجابية، وقد تكون سلبية، وقد تكون مفرغة من القيمة.