سمر المقرن- الجزيرة السعودية-
لا يُمكن أن تفوّت جماعة الإخوان المسلمين أيّ حدث دون أن تتعامل معه بانتهازية في إشعال لهيب شرارة الفتنة التي تستهدف الأمن والاستقرار، هذا عمل الجماعة الطبيعي والذي تدربت عليه في المعسكرات الإسرائيلية والإيرانية حركياً وإعلامياً، ومن يحاول أن يُحسن النيّة فهو مخطئ، لكن المهم هو وعي المواطن الخليجي العادي بهذا الحِراك وأن يكون على قدر عال من المسؤولية لوأده وعدم الانجرار خلف هؤلاء الخونة الذين لا هم لهم سوى إشعال الفتنة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.
ولعل ما فعله الإخواني الشهير المدعو عبدالله النفيسي قبل أيام عبر تغريدة على صفحات تويتر، يُشكك فيها بدولة الإمارات وأنها تعمل بالخفاء بالتنسيق مع أمريكا والحوثيين ضد المملكة، يؤكّد أن هذا ليس بجديد على الجناح الإعلامي لجماعة الإخوان فهو دورهم المُناط بهم والذي يحاولون تأديته على أكمل وجه في الطعن بالعلاقات القوية بين الدول التي وقفت بقوة في وجههم ووجه رفيقتهم وممولتهم إيران. والمتابع للخطة الإعلامية الجديدة لجماعة الإخوان من بعد جلوس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على مقعد الحكم، يجدهم قد تغيّروا من ناحية التعامل الإعلامي مع السعودية، بل إن من يرى كتاباتهم يشعر وكأنهم فجأة أصبحوا وطنيين، وهم يعيشون في وهم المحاولة أن يتقرّبوا من القيادة السياسة، مُتجاهلين أنهم مصنفون - حكومياً- كحزب إرهابي، ولعلهم في هذا الوارد يعملون بخطة: (اليد التي لا تستطيع ثنيها صافحها).. وهم يعلمون أو لا يعلمون أن هذه اليد لن تصافحهم أبد الدهر، وأنهم أصبحوا مفضوحين في كل تحركاتهم وخططهم وأعمالهم التي تدس السم في العسل!
من المهم التوضيح أن جماعة الإخوان هي المعوّل الرئيسي في بث الطائفية، وكل ما يكتبوه ضد إيران وضد الشيعة ليس كُرهاً فيهم، إنما هو تنفيذ للأجندة الصفوية التي لن تتحقق أهدافها إلا ببث الفرقة وإشعال الطائفية، ولدى الإخوان أساليب منوِّعة في بث الفرقة عبر الجناح الإعلامي التابع لهم في الخليج، وقد ذكرت في مقالات سابقة أن العمل الإعلامي لهذه الجماعة قائم على أقلام خليجية تعتمد على تويتر بشكل أساسي في تنفيذ هذه الأجندات الفاسدة.
ما أود قوله، هو أن العلاقات بين السعودية والإمارات، أقوى، وأكبر، وأمتن، من تغريدة شخص معروفة أهدافه، ولعل هذه التغريدة توقظ - بعض- من ينجّر خلفه وخلف رفاقه ممن يحاولون عن طريق بث الشائعات إحداث بلبلة، ولن ننسى ما فعلوه من قبل من محاولات في التشكيك بين العلاقات السعودية المصرية، وبعد أن ألجمتهم وقائع قوتها بدأوا يبحثون عن سُبل إحداث بلبلة أخرى، أعتقد أن المواطن الخليجي والعربي مع كل هذه الأحداث وبعد أن أنكشف الستار كاملاً عن جماعة الإخوان، أن يكون أكبر وأوعى من أن يُصدق ما يقولونه، أو أن يكون عنصراً في نشر هذه الأقاويل الكاذبة، بل دوره الأهم أن يبقى جندياً ضدهم وضد كل من يحاول زعزعة أمن أوطاننا!