دعوة » مواقف

القرضاوي يطالب بمزيد من الدماء

في 2016/04/25

خالد الغنامي- الشرق السعودية-

بالنسبة لي القرضاوي ثلاثة وليس بواحد، هناك القرضاوي الفقيه والقرضاوي الشاعر والقرضاوي السياسي. أما القرضاوي الفقيه فيحق له أن يفاخر بأنه مؤلف كتاب (فقه الزكاة) في مجلدين، وليته بقي في هذا المجال وترك عنه ما سواه. أما ما يكتبه من شعر فهو أبعد ما يكون عن الشعر، لكن الذي شهره في هذا المضمار، هو دعوى (الشعر الإسلامي) رغم أنه لا يوجد شيء اسمه شعر إسلامي. هناك فقط: شعر ولا شعر.

القرضاوي الثالث كارثة حقيقية على الأمة الإسلامية بأسرها، وما زالت هذه الكارثة قائمة، فبالأمس القريب، طالب القرضاوي المصريين بالثورة (من أجل الأرض والعرض) وليس هناك أرض مصرية يدور الحديث حولها في هذه الأيام، إلا أن يكون المقصود هو الجزيرتين السعوديتين اللتين استعادتهما المملكة أثناء زيارة الملك سلمان لمصر، تلك الزيارة التي يبدو أنها أزعجت القرضاوي كثيراً.

الملك سلمان رجل يؤمن بالواقعية السياسية، والواقعية تقول إنه لا ينبغي أن نخسر الحلف السعودي/ المصري، فالتحديات ما زالت كبيرة، وإيران نهازة فرص وستستغل أي فتور يحدث بين العرب. هذه لغة لا يفهمها القرضاوي. لكن دعونا نسأل: من هم الذين يطالب القرضاوي بالثورة عليهم من أجل الأرض والعرض؟! إنها دعوة للثورة على النظام القائم في بلده، ودعوة للثورة علينا نحن معشر السعوديين، فنحن بزعمه من أخذنا أرضه بغير وجه حق.

يجب ألا تخدعنا عواطفنا ونتصور الأمور على غير حقائقها، يجب أن يكون حرصنا على معرفة الحقائق في غاية التجرد وفي غاية جمود العاطفة، يجب أن نتخلّى عن التحيّزات وما اعتدنا عليه مما يشكّل حجاباً كثيفاً يمنعنا من الرؤية الصحيحة: إننا هنا أمام عدو يدعو للثورة علينا.

ليس لي أن أحدّث المصريين هنا، فهم أعرف بأحوالهم، لكني أحدث إخواني وأبناء بلدي، خصوصاً الشباب المتدين منهم. لا بد أن تكون فينا جميعاً غيرة على وطننا وغضب من أجله. لا بد أن نكون حذرين من تلك الدعوات الخبيثة التي تحاول أن تفصل الشعب عن القيادة وتقول الشعب شيء والقيادة شيء آخر، فنحن شيء واحد قيادة وشعباً (ولا خير في قومٍ لا سراة لهم).

حكومة الملك سلمان تبذل جهوداً جبارة على الصعيد العسكري والسياسي لإنهاء سنوات الرعب التي انبثقت عن ثورات أراقت الدماء البريئة وشردت النساء والأطفال، ومن واجبنا كلنا أن نكون مع مليكنا في مواقفه النبيلة هذه التي تنطلق من حماية الأرض والعرض. في هذا الزمن الحرج يخرج علينا القرضاوي من قصره الفاخر وسيارته (البنز) ليطالب المساكين بالعودة لإراقة دمائهم لاستعادة الجزيرتين السعوديتين من السعوديين. جزيرتان لم يقل أحد من رؤساء مصر إنهما مصريتان، إلا عبد الناصر. هل أصبح عبد الناصر ثقة عند القرضاوي بعد كل هذه العقود من العداوة؟!

نحن في أمس الحاجة إلى الالتفاف حول القيادة والثقة بها،وألا نصبح من أتباع كل ناعق، من أولئك الذين لا يملكون وعياً سياسياً ولا حسّاً وطنيّاً حقيقياً. أما بالنسبة لإخواننا المصريين، فلا نقول إلا أعانكم الله على قوم اعتادوا المشي فوق الجماجم.