دعوة » مواقف

هل من جزمٍ في عورة وجه المرأة ؟!

في 2016/04/25

أسامة حمزة عجلان- المدينة السعودية-

الأحكام الفقهية المختلف فيها بين الحِل والكراهية أو التحريم لا إلزام لأحد بقولٍ من الأقوال الواردة في ذلك الحكم المختلف فيه، فمثلا لا يستطيع أحد أن يُلزم المرأة بكشف وجهها أو عدم لبس النقاب ولو كان ولي أمرها، طالما بلغت الرشد وسن التكليف، وأخذت بقول مَن قال بوجوب غطائه، وكذلك ليس لأحدٍ أن يُلزم المرأة بغطاء وجهها وهي بدون زينة وفتنة ولو كان ولي أمرها، طالما هناك قول مِن عُلَمَاء مُعتبرين بحِل ذلك.

وما استغربه أن بعض منسوبي المحاكم وكُتَّاب العدل يقومون بمثل هذه الأعمال، رغم أن كُتَّاب العدل مُتخصِّصون في توثيق البيوع وتوثيق الوكالات، ومن المعلوم أن كُتَّاب العدل موظفون عاديون على مراتب، لا يتطلب عملهم معرفة عميقة في الفقه الشرعي، حيث عملهم عبارة عن تثبيت وكالات وبيوع، وقد يقوم مقامهم المحامون وخريجو القانون، لأن لكل من الوكالات والبيوع أحكام وأنظمة لا اجتهاد فيها، أما في المحاكم، فالأحكام الشرعية والقضايا مُتشعِّبة، وتتطلب حِنْكَة وخبرة وبعضها يتطلب اجتهادًا وبالتالي معرفة بالأحكام الشرعية والفقهية، وأنا مع مَن يرفعون صوتهم بتقنين أحكام الشريعة، لأن أكثر الأحكام لها مثيلٌ سابق، وفتوى من عُلَمَاء أجلَّاء، ومن جميع المذاهب الأربعة المأخوذ بها، وهم من أهل السنة والجماعة.

أعود لغطاء الوجه، فمن غير المقبول أن يُلزم أحد المرأة أو يُكرهها على الغطاء وهي بدون تبرُّج وفتنة، حتى لو كان ذلك في أروقة المحاكم التي هي الدور الشرعية، عدا عن أروقة كتابات العدل، ومن المستغرب أن أحدهم لا يقبل كشف الوجه، بل تعدَّى به الأمر إلى أن يُغطي صورة المرأة في البطاقة الشخصية -بطاقة الأحوال المدنية، الهوية الرسمية- بأوراقٍ لاصقة أحضرها معه إلى مقر عمله خصِّيصاً لهذا العمل، بل إنه يغطي الصورة الداخلية التي تحتاج إلى تدقيق من الناظر إليها، حتى يرى الصورة.

أما غطاء الوجه في دول غير إسلامية أو دول إسلامية يرى الحاكم فيها ضرورة كشف الوجه لدواعٍ نظامية قانونية أمنية، فلا أرى بأسًا في ذلك، والله تعالى أعلم، ولا أحد يستطيع إجبار دولة على رأيه، ومَن هي ملتزمة بغطاء الوجه لها كامل الحرية والحق في عدم السفر إلى تلك الدول، وليس لأحد أن يُجبرها على ذلك، ولكن نرى بعض الملتزمات والمتشددات في ذلك، تكشف الوجه عند السفر، وتُحرِّمه وتُنكره على غيرها هنا.

ازدواجية مطلقة وانفصام واضح، وكذلك من بعض ولاة أمور بعض النساء، فيا للعجب.

وما اتكالي إلا على الله، ولا أطلب أجراً من أحدٍ سواه.