الوطن السعودية-
أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ صالح الفوزان، أن تناول أخطاء الحكام عبر المنابر والمجالس خطأ، حيث يجب على المسلم في حالة وجود خطأ من الحاكم الأخذ بيده ومناصحته سرا، فإن قبِل فبها، وإلا يكون المسلم قد استبرأ لذمته أمام الله. وقال إنه حال تعذر الوصول إلى الحاكم، فيجب إيصال تلك النصيحة له عن طريق أناس قد يصلون للحاكم مباشرة أو عن طريق المكاتبات التي تصل للحاكم. جاء ذلك خلال لقاء الفوزان بمنسوبي جامعة حائل أمس.
وفي بداية اللقاء، رحب أستاذ العقيدة ورئيس إدارة الأمن الفكري الدكتور أحمد الرضيمان باسم مدير جامعة حائل ومنسوبيها بالشيخ الفوزان، شاكرا له تلبية الدعوة وحرصه على زيارة منطقة حائل والالتقاء بطلبة ومنسوبي الجامعة.
أطباء الفكر
وأكد الشيخ الفوزان أن طلاب الجامعات هم أطباء الفكر، الذي يعتبر أقوى من طب البدن، لدفاعه عن الدين والوطن بسلاح العلم المتنوع الذي تعلموه خلال دراستهم، مضيفا أن طلاب الجامعات هم أمل الأمة في التصدي للغزو الفكري، الذي صوبه أعداء الإسلام وقصدوا به بلادنا الغالية. وقال إن تسلح الطلاب بالعلم يعتبر من الجهاد المشروع الذي يزاد به عن الوطن لمواجهة أعداء الإسلام.
الحق غالب
وتطرق الشيخ الفوزان إلى الغزو بالأفكار المنحرفة الذي استهدف بلادنا من خلال شبكات التواصل، داعيا أبناء الأمة للتصدي له بالحجة والبيان، وإعداد أنفسهم من خلال جامعاتهم ومؤسساتهم العلمية، والتسلح بالعلم الشرعي والعلوم الأخرى المساندة له. كما أكد أن الطالب جندي من جنود الوطن على ثغر العلم، مشيرا إلى أن الغزو الذي غزا به الأعداء بلادنا متنوع، لكن لن يصمد - بإذن الله - أمام الحق الذي يحمله أبناء هذه البلاد.
الجدال بالأحسن
ووجه الشيخ الفوزان نصيحة إلى طلاب جامعة حائل، أكد فيها أهمية تسلحهم بالعلم النافع، وأن يكون حرصهم على نيل الشهادة غاية للدفاع عن الدين والوطن والأهل، وألا تكون فقط وسيلة للحصول على عمل. كما دعا الطلاب إلى صدق النية في الحصول على العلم، وأن يهيئوا أنفسهم بذلك العلم.
وأشار الشيخ الفوزان إلى أن العلم لا يؤخذ إلا من أهله في المساجد والمدارس والجامعات، وليس عن طريق الكتب، فعلماء الكتب عادة ما يخطئون ويضلون الطريق، بل يجب أن تكون الكتب لدى طالب العلم أداة فقط، لتذكر ما يتم تدارسه من العلماء ومخالطتهم.
وردا على سؤال عن موقف المسلمين من الجماعات المخالفة، شدد على وجوب دعوتهم للحق وجدالهم بالتي هي أحسن، وأن الحق سيغلب في نهاية الأمر، مشيرا إلى أنه لا يجب السكوت عن أهل الباطل والمغرضين حتى لا يجدوا مكانا لأفكارهم بين المسلمين، مضيفا أن الدفاع عن الدين يكون بحسب كل شيء لمن لديه العلم والبصيرة في إيضاح الخطأ.
كما أوصى الشيخ الفوزان الطالبات بتقوى الله والستر والاحتشام والعناية ببيوتهن وأزواجهن وأولادهن.