خالد السليمان- عكاظ السعودية-
لا شأن لي بما يعتنقه الناس من ديانات أو يؤمنون به من معتقدات، فللعباد رب يحاسبهم، ومنذ توقفت عن الحكم على الآخرين في أفكارهم وأفعالهم وأنا أعيش في سلام داخلي عظيم، لكنني أتوقف عند الصفات والسلوكيات الشريرة كالكذب والغش والاحتيال فهذه من الصفات والأفعال التي تتجاوز حرية المعتقد والسلوك إلى ما يوقع الإنسان تحت طائلة محاسبة القانون!
في بريطانيا نشرت بعض وسائل الإعلام خبرا عن طلب مبتعثة طب سعودية مع زوجها اللجوء إلى بريطانيا بعد إعلانها التخلي عن الدين الإسلامي واعتناق الإلحاد، وإلى هنا لا يهمني ما تعتنقه، فلن ينقص الإسلام شيئا بإلحادها كما لم يزد بإسلامها، لكنني معني بما نشر على لسانها من أكاذيب لتبرير طلبها، حيث ذكرت بأن الملحقية الثقافية أوقفت الصرف على بعثتها بسبب رفض زوجها المساهمة في جمع تبرعات لشراء كنيسة وتحويلها إلى مسجد!
وما أعرفه أن برنامج الابتعاث يمنع المبتعثين من جمع التبرعات خارج إطار أنظمة الدولة المضيفة أو الانخراط في أنشطة تخالف أهداف الابتعاث، كما أن الملحقيات الثقافية والتعليمية غير معنية إطلاقا بنشاطات ومشاريع شراء الكنائس أو بناء المساجد في الخارج!
لذلك أعجب من هذا التوظيف الرخيص للكذب لكسب التعاطف الزائف، فالمبتعثة الملحدة تسيء إلى بلدها لمجرد إقناع سلطات بلد آخر بقبول بقائها، وهي تدرك أن أحدا في السعودية لا يسأل الناس عن إيمانهم ولا يحاسبهم على أداء عباداتهم ما داموا لا يجاهرون بما يصطدم مع المجتمع ومعتقداته!
أرجو أن تقبل السلطات البريطانية طلب اللجوء، وتحقق لصاحبته مرادها لتنعم بسلامها مع ذاتها، فما ضرنا نقص عدد الشعب اثنين، لكن بما أن الملحدين يملكون ضمائر أيضا فربما سددت للملحقية مصاريف بعثتها!