مازال الفيلم الوثائقي الذي عرضته قناة العربية عن محاكمة المحرضين على استقطاب الشباب إلى محارق الإرهاب محل جدل وموضوع نقاش ساخن في وسائل التواصل الاجتماعي، جدل ونقاش يحاول البعض الخروج به عن سياقه ومنطقه بشكل فج فيه كثير من الاعتساف للمنطق والعقل والحقيقة.
الأمر مرعب جدا للمحرضين لأنه سابقة لم تحدث من قبل، فلطالما غالطوا وواربوا وكذبوا على الملأ، رغم كل الشواهد والأدلة التي تثبت إدانتهم باستقطاب الشباب وتحريضهم على الذهاب إلى مهالك الموت بحجة الدفاع عن حياض الإسلام والمسلمين، بل الأخطر من ذلك أنهم يدسون السم الزعاف في خطبهم ومحاضراتهم ومناشطهم الخفية ضد الوطن ووحدته وأمنه وتماسكه وثباته، ليرتد الشباب المغرر به ضد مكتسبات ومقدرات الوطن، يكفرون ويفجرون ويقتلون البعيد والقريب، حتى وصل الأمر الى قتل الأب والأخ والعم والخال بدم بارد دون أدنى وازع من دين أو ضمير.
هؤلاء الذين يصرخون ويتباكون على المنابر وفي الفضائيات منذ زمن طويل ويحملون في ثنايا خطابهم مشروعهم السياسي التدميري للوطن حان الآن فعلا وقت محاسبتهم، والغريب كيف لا ينضم المحامون الوطنيون المخلصون إلى جانب زميلهم عبد الرحمن اللاحم في قضية وطنية مهمة كهذه القضية.
لابد أن يعي الجميع في الداخل والخارج أن الوطن حقٌ، حق حبه والذود عنه.
حمود أبو طالب- عكاظ السعودية-