نعيش تحديات كبيرة على الصعيد الداخلي والخارجي، فالمراقب للأجواء العامة يلاحظ تعرضنا لهجمة شرسة حريصة على دس المكائد لتلاحم شعبنا ووحدته مع حكومته الرشيدة، مما يوجب علينا دحر كيد الكائدين بعدم تأجيج الشائعات وعدم تصديق كل ما يقال وما ينشر من أمور تهيج الرأي العام. فنحن نعيش في مجتمع مرتبط بدينه ارتباطاً وثيقاً وتحكمه عادات وتقاليد، ومن هذه الأمور الحديث عن قيادة المرأة وما تم تداوله من جميع فئات المجتمع بين مؤيد ورافض. فمن وجهة نظري الشخصية إن الموضوع يحتاج تهيئة وبيئة مناسبة للقيادة سيما وأننا كرجال غير قادرين على القيادة والمزاحمة في طرق مدينة الرياض على سبيل المثال مما يصعب معه على المرأة القيادة في ظل نظام مروري لا يخضع له الجميع بشكل صحيح حتى أننا لسنا مهيئين مرورياً وليست لدينا ثقافة احترام الطريق واعتبار البعض أن الطريق له وحده ويجب أن يصل قبل الجميع حتى لو على حساب حياته، فهل امهاتنا أو اخواتنا او بناتنا قادرات على خوض هذه التجربة في مثل هذا الظرف؟ ثانيا اننا ملزمون بالتعامل مع العمالة الوافدة للعمل كسائقين في منازلنا لإيصالهن الى مشاويرهن الخاصة التي تطول الى مئات الكيلو مترات وبدون محرم فهل هذا جائز دينياً أن يقل محارمك شخص غريب لا يمت لك بصلة؟ في تصوري الحل هو التعامل مع الموضوع بشكل علمي وعقلاني بحيث يجب أننا نُخضع نظامنا المروري الى قرارات صارمة وجادة للحد من الاستهتار بالأرواح والممتلكات الخاصة والعامة والعمل على تثقيف تربوي يبدأ من المراحل الأولية للدراسة الى أن يمتد الى المراحل الجامعية بحيث يدرّس نظام المرور في المناهج الدراسية بشكل عام.
وتغيير طريقة الحصول على رخصة القيادة حيث انها يجب أن تخضع لقوانين صارمة وجادة وإلغاء المحسوبيات التي تجعل من هذه الانظمة بالية وغير قادرة على تهيئة المجتمع لتقبل النظام بحيث ان الذي يتقدم للحصول على الرخصة يتم فحصه طبياً ومن ضمنها الكشف عن المخدرات، أضف الى ذلك انه يجب أن نحد من حالات الزحام المتمثلة والمتركزة في المدن الكبيرة كالرياض وجدة والدمام بالإضافة الى تخطيط الطرق وإخضاعها لقوانين ومعايير دولية تخدم تطبيق النظام وتحد من الحوادث والتجاوزات المرورية، وأما بالنسبة للمرأة فلها حقوق وعليها واجبات ومتى ما كان المجتمع مهيأ لان تقود المرأة السيارة فلا شيء يمنعها من عمل ذلك بحيث يكون لدينا قاعدة ثقافية تتقبل هذا العمل دون اي عوائق وحجج سلبية والزمن كفيل ان يجعلنا نتقبل هذا الأمر بصدر رحب وايجابي.
عيد الجعيثن- الرياض السعودية-