كان الإرهاب خارج بلادنا فأصبح في مدنها، كان خارج أحيائنا فأصبح في طرقاتها، كان خارج بيوتنا فأصبح في حجراتها!، كنا نذهل في أول الأمر من استباحة المسلم لدم الذمي المعاهد، فأصبحنا نذهل من استباحة المسلم لدم المسلم المعصوم، ثم إذا بنا نذهل لاستباحة المسلم لدم قرابته ممن تجري دماؤهم في عروقه!

ماذا بعد ؟! ماذا يخفي التوحش في جعبته من المذهلات؟! هل ستتفجر جينات توحش الأجنة في الأرحام؟! بالفعل ماذا بعد؟! ماذا بقي مما لا يمكن تصديقه أو تصوره؟!

أين المشكلة؟! وهل تعرفنا عليها بالفعل؟! وهل امتلكنا يوما القدرة على مواجهتها؟! هل نحن أمام شجرة فاسدة علاجها اقتلاعها من جذورها بدلا من محاولة تقليم الأغصان الذابلة وعلاج الجذور الفاسدة؟!

بعد أن وصل الأمر لاستباحة دماء الأمهات والآباء و الإخوة لم يعد الأمر يحتمل النظر إلى القضية من منابر التنظير ، ولم تعد القضية تخص رجال الأمن وحدهم أو أهل الاختصاص من علماء الدين والتربية، بل هي قضية المجتمع بأسرة كمؤسسات وأفراد!

القضية بحاجة لانتفاضة اجتماعية شاملة تستبدل جلد المجتمع وتفك الارتباط بكل ما يمت لثقافة الموت والكراهية دون تردد أو مواربة، انتفاضة تعيد تعريف الماضي وصياغة الحاضر ورسم المستقبل، وما لم نفعل ذلك فإننا أمة تحتضر!

خالد السليمان- عكاظ السعودية-