هذه المراجعة يجب أن تكون جادة وصارمة وعاجلة للتأكد من درجة فعالية هذه الجهود ونتائجها ومدى قدرتها على مسايرة نمو تأثير ذلك الفكر المتطرف بسبب أساليب الدعم (الخفية) التي تغذي وتوجه وتدعم ذلك الفكر المتطرف بطرق مختلفة.
اليوم جميع وسائل التواصل الاجتماعي وكل قنوات ومجالات الإعلام الحديث (تويتر - فيس بوك - سناب شات - يوتيوب - انستقرام) تمثل الموجه الأول لفئة الشباب في المجتمع من الجنسين بدءا ممن هم في سن المرحلة الابتدائية.
أبناء هذا الجيل أصبحت تربيتهم ونشأتهم للأسف الشديد تتم تحت مظلة هذه الوسائل الإعلامية وبرامجها وحساباتها على مدى ساعات اليوم في البيت وفي المدرسة فتولت هذه التقنية تربيتهم وصناعة فكرهم نيابة عن أسرهم بدرجة كبيرة وخطيرة في كثير من الحالات وبكل قوة مؤثرة.
والمتابع "بدقة" لوسائل التواصل الاجتماعي يدرك أنها تضم كمّا كبيرا من الحسابات التي تدعم "الفكر المتطرف" سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. ومن ضمن هذه الحسابات للأسف الشديد حسابات لشخصيات سعودية تربوية وإعلامية ودينية واجتماعية.
هذه الحسابات تبعث برسائل ذات فكر تطرفي بحت بطرق وأساليب ونصوص مختلفة وهذه الرسائل تعارض وتخالف المهام والجهود الرسمية.
والمستغرب أكثر أن من بين هذه الحسابات حسابات لأشخاص حاضرين في المجتمع من خلال المهام والوظائف الرسمية المختلفة ومنهم من هم بدرجات علمية ووظيفية محترمة، دعاة، دكاترة، أساتذة، موظفين! ولكن للأسف الشديد هؤلاء يعيشون في المجتمع بأوجه مزدوجة ما بين وضعهم الرسمي والوظيفي والاجتماعي، وبين فكرهم وتوجهاتهم من خلال تلك الحسابات الإعلامية.
هنا يتأكد لنا أن الوضع يحتاج كثيراً إلى مراجعة وتقييم عاجل وحاسم.. لان هؤلاء (المزدوجين) في الشخصية والفكر والأهداف وفي التوجهات منهم من منحتهم الدولة مكاسب وظيفية وعلمية ومادية وإعلامية واجتماعية ولكنهم بالوجه الآخر نراهم مع توجهات هذا الفكر المتطرف قد تنكروا لكل تلك المكاسب وأصبحوا يمارسون مهام مخالفة لتوجهات الدولة والجهات الرسمية دون أي رادع حاسم.
المطلوب الآن وعاجلاً مراقبة جميع تلك الحسابات مراجعة دقيقة والتمعن في كل ما تحمله هذه الحسابات من (تغريدات) أو رسائل او تسجيلات او محاضرات او توجهات أو أفكار.. لكن الأهم أن يراعى بشدة ويوضع في الاعتبار والاهتمام بأن من ستسند لهم مسؤولية المراقبة لابد ان يكونوا أشخاصا أمناء و(ثقاة) ومن غير هذه الفئات، ولا يكونوا من المتعاطفين معهم وهذا هو الأهم؟!
عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ- الرياض السعودية-