مختل عقلياً !! في الآونة الأخيرة ومع تعدد الحوادث الإرهابية في مختلف أنحاء العالم ، أصبح هناك عدة سيناريوهات يمكن أن تعلن من قبل كل دولة يقع فيها مثل تلك الحوادث الإرهابية ، ومنها إن كان مرتكب الحادث مسلماً فيصبح الحادث إرهابياً ومرتكبه إرهابياً وله صلة بتنظيم داعش وبناءً على ذلك وبعد عدة ساعات يصدر ذلك التنظيم تأكيداً لما أعلنته تلك الدولة ويعلن مسؤوليته عن الحادث وإن مرتكبه من جنوده ، أما إن كان مرتكب الحادث من سكان نفس البلد وليس مسلماً فتبادر تلك السلطات بالإعلان بأنه مختل عقلياً ويتلقى علاجاً نفسياً وليس له أي ارتباط بتنظيم داعش أو غيره من التنظيمات الإرهابية.
على الرغم من الألم الذي يعتصرنا جميعاً على موت الأبرياء من أطفال ونساء ورجال وعلى الرغم من شجبنا واستنكارنا لمثل هذه الحوادث الإرهابية وعدم القبول بها مهما كانت الأسباب المؤدية إليها ، إلا أننا في الوقت نفسه نتألم أيضاً كلما وقع حادث من هذه الحوادث وتم اكتشاف أن منفذ ذلك الحادث مسلم وفي كثير من الأحيان يزج باسم ( محمد ) ضمن أسماء مرتكبي مثل تلك الحوادث فلايقتصر التشويه على الدين الإسلامي فقط بل وعلى نبينا وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
ظهر هذا الأمر جلياً في الحادث الإرهابي الذي وقع مؤخراً في مدينة ميونخ الألمانية والذي قتل فيه حوالي 9 أشخاص رمياً بالرصاص ، إذ قالت الشرطة الألمانية إن مرتكب الحادث لم يكن له أي ارتباط بتنظيم داعش مشيرين إلى أن القاتل عمره 18 عاماً وهو إيراني الأصل ومن مواليد ميونخ ، ومؤكدين بأن القاتل كان يتلقى علاجاً نفسياً للكآبة التي كان يعاني منها ، وقبل شهر كان هناك هجوم على دور سينما أفادت بعدها الشرطة بأن مرتكب الحادث مختل عقلياً أيضاً ، في حادث دالاس والذي راح ضحيته رجال للشرطة أفاد الرئيس الأمريكي بأن مرتكب الحادث مختل عقلياً ولايمثل الأمريكان ، كما أفادت الزوجة السابقة لمرتكب مجزرة أورلاندو بأنه كان عنيفاً ومختلاً عقلياً .
منذ أحداث 11 سبتمبر الشهيرة وما أفرزته من تداعيات خطيرة بين الإسلام والغرب وهناك خطة محكمة لربط الدين الإسلامي بالإرهاب مما ساهم في بروز موجة عارمة من الحقد والكراهية ضد العرب والمسلمين ، كما ساهم في تشويه صورة الإسلام واتهامه باستمرار بأنه دين يدعو للعنف والكراهية والإرهاب وما إن تحدث حادثة إرهابية في أي مكان في العالم حتى يصبح المتهم الأول فيها هو الإسلام وأصابع الاتهام توجه إلى شخص ذي ملامح آسيوية أو مسلم واسمه ( محمد ) فإن ظهر غير ذلك فإن المتهم يكون مختلاً عقلياً .
الحوادث الإرهابية التي ينفذها مسلمون تنتشر بشكل عالمي ويبقى التعليق عليها لعدة أسابيع ويتم توثيقها وتذكير العالم بها باستمرار أما ماينفذ من غيرهم فلاتكاد تسمع عنه بل يتم التستر عليه والتحفظ على تفاصيله ، ولذلك فإن علينا كمسلمين دور كبير لتصحيح هذه الصورة المشوهة عن الإسلام وأن نؤكد للعالم بأعمالنا بأن الإسلام دين الرحمة والتسامح ودين المحبة والسلام وإن كل تلك الأعمال الإرهابية لارابط بينها وبين الإسلام وإن صدرت من أشخاص يدعون بأنهم مسلمون.
إبراهيم محمد باداود- المدينة السعودية-