لا يضير هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا ينال من سمعتها أن يقع خلاف واختلاف بين بعض منسوبيها، فليس هناك جهاز سواء كان حكوميا أو تابعا للقطاع الخاص لا يقع الخلاف بين بعض من منسوبيه، وإذا كان الخلاف بين عضوين من أعضاء الهيئة في أحد مراكزها قد تطور إلى عراك وشجار وتماسك بالأيدي فإن خلافات مشابهة تقع داخل مؤسسات أخرى تتطور إلى ما تطور إليه الخلاف في الهيئة، ويبقى مع ذلك خطأ صادرا من أفراد يسيء إليهم دون أن يمس سمعة المؤسسة التي يعملون بها، وعلينا أن نعرف أن الذين يعملون في الهيئة بشر كبقية البشر ليسوا معصومين من الخطأ، وإذا كنا ننتقد بعض من يتصور أن رجال الهيئة ملائكة لا يخطئون فإن علينا ألا نقع في الخطأ نفسه حين نضخم ما حدث ويحدث بين بعض أعضاء الهيئة من خلاف وشجار وتماسك بالأيدي وكأننا نتوهم فيهم العصمة فيدهشنا منهم وقوع الخطأ.
تماسك رجلا الهيئة بالأيدي وتعاركا لخلاف حول التوقيع على بيان الحضور والانصراف ونشرت عكاظ الخبر كما تنشر أي خبر آخر تمتلك من الوثائق والأدلة ما يجعلها مطمئنة إلى صحة ما تنشر وعندها سارع المتحدث باسم الهيئة في منطقة الرياض إلى نفي الخبر جملة وتفصيلا وكأنما لم يحدث خلاف ولم يتعارك رجلان وكأنما عكاظ قد اختلقت الخبر ولذلك راح ذلك المتحدث يعطي رجال الإعلام درسا في المصداقية وتحري الدقة والرجوع إلى المصادر الموثوقة، ولم تجد عكاظ عندئذ بدا من الكشف عن بعض وثائقها التي تؤكد الخبر وتستشهد بالقرارات التي اتخذتها رئاسة الهيئات في أعقاب حادثة الشجار وعلى رأسها نقل الموظف وتكوين لجنة للتحقيق.
لا يضير الهيئة أن يتشاجر بعض أعضائها فذلك أمر يقع في «أحسن الهئيات» ولكن يضيرها الضير كله أن يحاول المتحدث باسمها التستر على ذلك بنفي ما حدث ثم يسمح لنفسه بعد ذلك بالجلوس مجلس الناصح المؤتمن فيحث على الصدق والدقة والمهنية في الصحافة.
سعيد السريحي- عكاظ السعودية-