حذر الشيخ عبد العزيز آل الشيخ مفتي عام السعودية، ورئيس هيئة كبار العلماء كل من يقدم النصح للمسؤولين من التشهير والقدح بهم أمام الملأ، مشيراً إلى أن الناصح لا بد أن يسعى إلى تأليف القلوب، وإيصال حاجات الناس دون التقليل من المسؤول والقدح فيه.
وقال إن الناصح لا يسب ولا يشتم، ولكن يسعى إلى تأليف القلوب، وجمع الكلمة بطرق هادفة، وإبلاغ المسؤولين حاجة الناس، وتقديمها بالخير والهدى من غير تجريح، فضلا عن قول ما يقرب بين الناس والمسؤولين، والامتناع عن الخروج عليهم، وعدم الإصغاء لأي ناقد يريد الحقد والبغضاء، وتفريق شمل الأمة.
وذكر آل الشيخ خلال حديثه في برنامج إذاعة القرآن أن للنصيحة شأنا عظيما وأهمية كبرى في حياة المسلم، فيها سبيل لتماسك المجتمع وتعاون أفراده، وإصلاح ما حصل من خلل في بنيانه، وهذه النصيحة لها فضائلها العظيمة فمن فضائل النصيحة، أنها من خلق أنبياء الله ورسله في تعاملهم مع أممهم، فكانوا رسل الله أنصح العباد للعباد.
وأضاف: "أن النصيحة لله إخلاص العمل لله، والإيمان بالله- جل وعلا- رباً وخالقاً ومدبراً، تفرده بالعبودية لا تعبد معه سواه، تصرف كل أنواع العبادة له لأنه المستحق لها لا يستحق لها غيره".
وأكد المفتي أن من النصيحة لله نشر كتاب الله بين الناس وتعليمه، وتشجيع حلقات كتاب الله والمساهمة في ذلك، والرد على الشبه، والتحاكم به، كما أن النصيحة لعامة المسلمين أن تشمل محبتهم والنصح لهم والشفقة عليهم، والرحمة بهم، وبذل المعروف وكف الأذى، والبعد عن الغش والخيانة والخديعة.
ودعا آل الشيخ المسلمين إلى التناصح، فيما بين الناس والنصرة والتأييد، وتحذير بعضهم من الباطل، مستدلاً بقوله- صلى الله عليه وسلم: "انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً"، فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟ قال: "تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره".
وكالات-