«إصابتي شرف، وعزة، وكرامة، ولن تزيدني إلا قوة للدفاع عن هذا الوطن والوقوف مع ولاة الأمر، ورجال الأمن، والشعب السعودي»، هذه كلمات تمتم بها عمدة تاروت عبدالحليم آل كيدار بعد العدوان الآثم عليه. بعدها بأيام استشهد صادق حسين العواد مدافعا عن حدود وطنه، ليثبت للعالم أن الجيش السعودي يدافع بكل مكوناته المذهبية عن وطنه، وأن المواطَنة ليست مقتصرةً على مذهبٍ دون آخر، بل إن الإسماعيلية، والصوفية، والشيعة، والسنة كلهم يدافعون صفا واحدا صلبا عن وطنهم بكل حدوده.
الإرهاب يحارب الاعتدال، هذا ما تدل عليه الأحداث الجارية وبخاصةٍ ما يتعلق بمحاولة اغتيال عمدة تاروت المشهور بمواقفه الوطنية المنضوية ضمن الدولة ومؤسساتها ومفهومها. وهذا يعيدنا إلى بيان القاضي السابق الشيخ عبدالله الخنيزي الذي صدر بعد الحادثة، وقد جاء فيه: «إن كل مظاهر العنف واستخدام السلاح والاعتداء على المحرمات، أمر مرفوض شرعا وقانونا، وسيفضي بالمجتمع إلى الدخول بفوضى عارمة، ستخل بالسلم الأهلي، وستؤدي إلى عدم الاستقرار، وفقدان نعمة الأمن».
هنا المواقف الوطنية المخلصة، وعلى الإعلاميين تجاوز حالة المذهبية في وصف المنجزات الوطنية، لئلا نتحوّل إلى حالٍ من «اللبننة الطائفية»، يكفي أن المواطنين كلهم يدافعون عن بلدهم ويحرسونه أياً كان الانتماء، وأياً تكون المنطقة، أو القبيلة.
تركي الدخيل- عكاظ السعودية-