دعوة » مواقف

جنودنا الشجعان ليسوا متسولين

في 2016/08/27

في الأيام الماضية تعالت الأصوات المطالبة بالتبرع لجنودنا المرابطين في الحد الجنوبي، وقد لقيت هذه الحملة إن صح وصفها بذلك تأييدا كبيرا من شرائح المجتمع المختلفة، هذه الدعوات يحركها حسن النية والتقدير الكبير لدور الجنود في حرب اليمن.

لكن لو نظرنا للأمر من زاوية أخرى فهي محرجة للجنود ولأسرهم، فجمع التبرعات وصف الكلمات المؤثرة لتشجيع الناس على دعمهم شيء مخجل لهم، فهم أبناؤنا صمام الأمان يبذلون أرواحهم ودماءهم للذود عن الوطن وأهله، ويستحقون منا الأفضل بالشكل الذي لا يحرجهم ولا يقلل من شأنهم، فمن حقهم على الوطن أن تقدر تضحياتهم العظيمة، كثير منهم يخرج من بيته للجبهة وقد لا يعود تاركا وراءه أسرة ينفق عليها وديونا أرهقت كاهله فهو بين هول الحرب وبين التفكير بظروفه الاقتصادية ومحاولة مساعدة أسرته التي قد يغيب عنها الجندي منهم لأشهر طويلة، فهو بين مطرقة الحرب وسندان التفكير بأحواله المادية وأحوال أسرته وهم بعيدون عنه.

وقد أثلج صدورنا جميعا كمواطنين خبر صرف راتب شهر للجنود، وهذا مما تشكر عليه الدولة التي لا تبخل كعادتها على أبنائها جنودا كانوا أو مدنيين، لكن مع غلاء الأسعار وارتفاع الإيجارات فالراتب وحده لا يكفي.

ومن باب رد الجميل لهم ومن المكافأة لهم على إخلاصهم وتفانيهم وصبرهم عن بعدهم الطويل عن ذويهم أن تسقط القروض عنهم، وبهذا الأمر نكفيهم عناء التفكير بأحوالهم المادية وهم على الجبهة.

وإذا كان البعض يدعو للتبرع نقول له بدلا من هذه الدعوات التي قد تشعر الجنود بالحرج لم لا تدعو مقدمي الخدمات في مجتمعنا كشركات الاتصالات وخطوط الطيران والمستشفيات والتجار وجميع القطاعات لتقديم خصومات كبيرة ومعاملة خاصة للجنود وذويهم تقديرا لدورهم الكبير.

جنود الوطن هم فخرنا وأماننا بعد الله وهم عين الوطن الساهرة على راحتنا يستحقون كل معاملة مميزه تليق بجهودهم وإن كان بذل الروح في حماية بلدنا لا يجازى بأي ثمن.

حفظ الله جنودنا المرابطين وردهم سالمين ورحم شهداءهم وشفى جرحاهم.

مها الحريب- مكة السعودية-