تواصلت ردود الفعل الرافضة للبيان الختامي لمؤتمر "من هم أهل السنة؟"، الذي عقد بالعاصمة الشيشانية غروزني، وعجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالتغريدات المؤيدة لبيان هيئة كبار العلماء الذي جاء رداً على المؤتمر.
وانعقد المؤتمر في الفترة ما بين 25-27 أغسطس/آب المنصرم، برعاية الرئيس الشيشاني رمضان قاديروف، وروسيا، وإيران، وبحضور مفتي مصر، وسوريا، وأكثر من 200 عالم ومفت من مختلف الدول العربية والإسلامية.
وفي بيانه الختامي حصر المؤتمر أهل السنة والجماعة في "الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علماً وأخلاقاً وتزكية"، ليخرج بذلك كل من خالف هؤلاء من دائرة السنة والجماعة.
وأصدرت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية، الخميس، بياناً حذرت فيه من "الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات، وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية"، مؤكدة أن كل ما أوجب فتنة، أو أورث فرقة، "فليس من الدين في شيء، وليس من نهج محمد صلى الله عليه وسلم في شيء".
كما أعرب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الخميس، عن انزعاجه من أهداف وعنوان مؤتمر الشيشان.
ووصف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشيخ يوسف القرضاوي، المؤتمر بأنه "مؤتمر ضرار"، وقال في بيان: إنه "قد أزعجني هذا المؤتمر (الذي حمل عنوان من هم أهل السنة والجماعة؟) بأهدافه وعنوانه، وطبيعة المدعوين إليه، والمشاركين فيه، كما أزعج كل مخلص غيور من علماء الإسلام وأمته.
وانتقد القرضاوي انعقاد مؤتمر برعاية رئيس الشيشان التابع لحكومة روسيا، "في الوقت الذي تقتل فيه الطائرات والصواريخ الروسية إخواننا السوريين، وتزهق أرواحهم، وتدمر بيوتهم فوق رؤوسهم بدعوى محاربة الإرهاب، الذي هم صانعوه، وهم أحق بهذا الوصف، وهو أليق بهم".
وأصدرت 18 رابطة علمائية حول العالم بياناً أدانت فيه مؤتمر الشيشان، واجتماع حاضريه بالمندوب الروسي، دون إصدار أي إدانة أو شجب لإراقة دم السوريين على يد القوات الروسية.
وقالت هذه الروابط، في بيان نشره الداعية السعودي، محمد العريفي، على صفحته الشخصية في تويتر: "إن المؤتمر يهدف لتفريق المسلمين، واستلاب مفهوم أهل السنة والجماعة، وتشويه العلماء المعاصرين، والتمكين للفرق المخالفة".
وأضاف البيان: "هذا المؤتمر يسعى لتمكين الروافض، وغيرهم ممن يخدمون قوى الاستعمار، كما أنه يثير الفرقة والمذهبية".
وأكدت روابط العلماء أن "الإسلام يدعوة لتوحيد المسلمين، وليس لتفريقهم وتقسيمهم إلى طوائف ومذاهب".
وقد تواترت ردود الأفعال المنددة بالمؤتمر من اتجاهات عدة، وتصدّر وسم، #بيان_كبار_العلماء_يمثلني موقع التدوينات القصيرة "تويتر".
وفي مقال بعنوان (مؤتمر الشيشان: "سنّة" على مذهب بوتين وفتاهُ المدلل)، كتب الباحث الفلسطيني، أحمد سليط: "في الوقت الذي تشن فيه طائرات الغزو الروسي حربها الدامية على القرى والمدن السورية، استضاف الرئيس الشيشاني، رمضان قاديروف، أو كما يُطلق عليه فتى بوتين المدلل، مؤتمراً لإعادة صياغة مفهوم أهل السنة والجماعة، شارك فيه جمع من أبرز (علماء) السنّة، من حاملي الألقاب الرسمية، والشهادات العليا، ومن لابسي العمائم المرضي عنها في بلاط الملوك والحكام والرؤساء".
ولقي المؤتمر ردود فعل خلال انعقاده، لكن البيان الختامي أشعل مواقع التواصل، وزاد وتيرة الانتقاد؛ حيث أثار البيان ردود فعل غاضبة من المغردين العرب، بعد أن استبعد السلفية من وصف أهل السنّة.
وربط المغردون نتائج المؤتمر بملفات سياسية، معتبرين أن مقررات البيان الختامي مسيّسة من قبل روسيا التي استضافت المؤتمر.
وتصدّر السعوديون قائمة الداعمين لبيان هيئة كبار العلماء المناهض للمؤتمر بآلاف التغريدات.
المدون محمد عبد الله المطلق كتب: "إن البيان نسف مؤتمر الشيشان الذي صرفت فيه الملايين، وجُمع له الناس من كل مكان، كما نسفت عصا موسى سحر سحرة فرعون".
أما عبد الله بافقيه فكتب: "أثبت علماؤنا دوماً أن لهم نظرة بعيدة وبصيرة بالحق كبيرة، بالتأكيد هذا البيان يمثلني".
وكتب المدون أبو علي العراقي: "الموجة الآن ضد علماء السعودية حصراً؛ لأنهم خير علماء ودعاة الأمة، لذلك تجد الكل يحاربونهم من صهاينة العرب وغيرهم".
وغرد أبو سعد قائلاً: "إن جهابذة العلماء ألجمت الفرق المنحرفة، لكن الضلال ماض في هذه الأمة، وتأمل نصوص القرآن لتعلم عِظم أمر القلّة".
فيما كتب حساب يحمل اسم "ضوء": "قبول الاختلاف والتفاوت والتباين من الدين الذي دعا إلى التآخي والمودَّة التي نُحرت على يد من ينتسبون إليه".
وقال أبو زايد اللميلم: "هؤلاء علماؤنا بفهمهم العميق للدين الصحيح. كلما حل بالأمة نازلة أو محنة تجدهم في المقدمة يدعون لتوحيد الصف وجمع الكلمة".
كما كتب المدون خالد العتيبي: "نعم #بيان_كبار_العلماء_يمثلني، وينبغي أن يكون بداية لتحرك جاد وملموس للجم الفرق المنحرفة، والتي اجتمعت لتشتيت العالم الإسلامي وشيطنة الإسلام".
تويتر-