لستُ ممن يعطي، مؤتمر جروزني، بالشيشان، حول تعريف أهل السنة والجماعة، أهمية علمية ولا عقائدية، وليس له مردود سياسي ولا ديني، لسببين: الأول أنه عُقد في روسيا الاتحادية، فالشيشان تخضع لسيطرة الكرملين، وروسيا عريقة الشيوعية، وثانيًا، لأن بضاعة الكلام، بضاعةٌ مُزجاة.
ومع ذلك، استمرت ردود الفعل الغاضبة من قِبَل الكثيرين لِمَا خرج به مؤتمر أهل السنة والجماعة، إذ استثنت توصياته التيارات السلفية من التعريف، كما لم تدرج المؤسسات الدينية السعودية ضمن المؤسسات التعليمية العريقة.
صحيح من المؤسف أن يحضر هذا المؤتمر عدد من كبار رجال الدين حول العالم، وخرجوا بتوصيات أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة في الفقه، وأهل التصوّف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكيةً، والطريف أن المؤتمر حض على إنشاء قناة تلفزيونية على مستوى روسيا لتوصيل صورة الإسلام الصحيحة.
اعتبر المشاركون أن المؤتمر يُمثِّل نقطة تحوُّل هامة وضرورية لتصويب الانحراف الحاد والخطير الذي طال مفهوم أهل السنة والجماعة، حسب رأيهم المعوج، وإثر محاولات اختطاف المتطرفين لهذا اللقب الشريف وفقًا لتعبيرهم، كما حددوا المؤسسات الدينية السنية العريقة بأنها الأزهر الشريف والقرويين والزيتونة، وحضرموت ومراكز العلم والبحث فيها، والمؤسسات الدينية والعلمية في روسيا الاتحادية.
بيان هيئة كبار العلماء السعودي كان موجزًا ومتوازنًا حول المؤتمر، وكَشَف زيفه، وأنا لا أرى المؤتمر سوى أحد مساجد الضرار، المعروفة في القرآن الكريم، وفي السنة النبوية، أُناس يُظهرون شعائر دينية ظاهريًا، بقصد هدم الدين داخليًا.
# القيادة_نتائج_لا تصريحات
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ المُؤْمِنِينَ وَإرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إنْ أَرَدْنَا إلاَّ الحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ.
مازن عبد الرزاق بليلة- وكالات-