لا يمكن لنا أن نأخذ ما ذهب إليه الدكتور الشيخ صالح بن حميد في حديثه عن المتشددين والمتطرفين كمسلمة تفسر لنا ما نال الإسلام من تشويه وما أصاب المسلمين من فتنة وما حدث للعالم من ضرر وما انتشر في ربوع الأرض من إرهاب، لا يمكن لنا إذا ما قرأنا ما نقلته صحيفة مكة من حديثه خلال لقائه القيادات التعليمية في منطقة عسير ووصفه (لمن ابتلوا بالتشدد والتطرف بأنهم متدينون، وصادقون، وصالحون، فجاء سياسيون ووظفوا تدينهم واستخدموهم كوقود لداعش وغيرها).
لا يمكن لنا أن نتقبل ذلك ففضيلته يعلم، ونحن نعلم كذلك، أن المتدين الصالح والصادق لا يمكن له أن يكون متشددا
ومتطرفا، وهو يعلم كذلك أن الذين يغلون في الدين يخرجون منه خروج السهم من الرمية، وإذا كان الأمر على ما ذهب إليه الشيخ وأن سياسيين جاءوا فوظفوا هؤلاء الذين يراهم متدينين وصادقين وصالحين واستخدموهم وقودا لداعش وغيرها، لو كان الأمر كذلك لكفى تشددهم وتطرفهم ذما أن سهل توظيفهم واستخدامهم وقودا للإرهاب، ولو كانوا على ما ذهب إليه الشيخ من الصدق والصلاح والتدين الحق ما سهل على الساسة توظيفهم ضد أوطانهم وقياداتهم وأسرهم وآبائهم وأمهاتهم.
ما نعرفه ويعرفه فضيلة الشيخ هو أن المتدين الصادق والصالح هو من يرى الإسلام دين يسر لا عسر فيه، وإذا كان نبي الهدى قد حذر أمته من الغلو في الدين فقال (إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم غلوهم في الدين) وقال - صلى الله عليه وسلم-: (هلك المتنطعون، هلك المتنطعون، هلك المتنطعون) قالها ثلاثا، فكيف لنا بعد ذلك أن نصفهم، بما وصفهم به الشيخ من أنهم متدينون صالحون صادقون وأنهم إنما وقعوا ضحايا لتوظيف الساسة لهم؟
سعيد السريحي- عكاظ السعودية-