لا تصلح للـ «مكدة» يا صاحبي! لا تصلح! أنت سريع الغضب. تشتعل كالكبريت بمجرد اقتراف سائق يقاسمك الطريق أبسط خطأ. يرتفع ضغطك كلما أدرت عجلة قيادة سيارتك (المهربدة)! ثم إن الظروف كلها ضدك! شوارع لا يقف تأثيرها على أكل كفرات المحروسة سيارتك، وإنما تتعداها لخلخلة عضلاتها وتكسير مفاصلها! ثم قل لي: ما هذه (الطقطقة)؟!
يرد دون اهتمام: صوت العكوس؛ ويضيف: لكن لا تهتم!
* صدقني يا صاحبي لا تصلح لهكذا مهمة! وحتى بمحاولتك الانضمام لإحدى الشركات التي تدشن خدمات الأجرة بشكل عصري ستخذلك شروطها الصارمة! فسيارتك - التي تنتمي لجيل التسعينات الميلادية - لا تنفع! بجانب أن رخصة السير والاستمارة مضى على انتهاء صلاحيتهما سنين عددا! فما الفائدة إذن في أن تحرق دمك؟ أخبرني؟!
*أستفيد منها كدخل إضافي في زمن الترشيد وإيقاف بعض البدلات!
ما الفائدة من «مكدة» تعود معها بخمسين ريالا مقابل غرامة تتجاوز ثلاثمئة ريال كمتوسط يومي؟! ثم جاوبني: كم المديونية المسجلة عليك بساهر؟!
* يجيب ببرود: تتجاوز العشرين ألفا بقليل! محاولا التنصل من مسؤوليته الكاملة عن تلك المخالفات بعزوها إلى أخطاء في آلية وأجهزة رصد المخالفات تلك؛ ويتمتم: حتى المشايخ بعضهم يخالف قواعد المرور وهم مشايخ!
مثل من؟!
محمد العريفي دفع مؤخرا 20 ألفا ثمن مخالفاته المرورية!
ومن أنت حتى تقارن نفسك بهم؟! أولئك يمتلكون المال بحمد الله، ولا يضرهم حجم المخالفات؟! مستواهم المعيشي (زين)، وبإمكانهم التكيف مع دفع هكذا مبالغ بحمد الله وفضله! ثم إن دفع سياراتهم الرباعي يشعرهم بالقوة؛ وامتلاكهم لموديلات فخمة وتنوعها يشجعهم على السرعة والانطلاق خلافك! والأهم أن الضرر الواقع على كاهلك (العاجف) لا يقع على عواتقهم بنفس العبء الثقيل! والفرق شاسع حتى في الواقع المعاش بينكم؛ ففيما تعيش (الزهد) أنت واقع هم ينادون به! فـ «مد رجولك على قد لحافك»! وقبلها حاول أن تصلح (عكوس) سيارتك؛ وتعود على (ربط الحزام)!
محمد حدادي- مكة السعودية-