دعوة » مواقف

«الشنقيطي» عن مؤتمر الكويت: رد باهت عما حدث في الشيشان

في 2016/11/14

انتقد المفكر والأكاديمي الموريتاني «محمد مختار الشنقيطي»، مؤتمر الكويت، الذي عقد السبت الماضي، واعتبره «رد باهت على مؤتمر الشيشان» الذي عقد أغسطس/آب الماضي.

وشهدت الكويت العاصمة السبت، لقاء حضره عشرات من رجال الدين من حول العالم، حمل ردا ضمنيا على مؤتمر الشيشان، وما جاء فيه من تعريف لـ«أهل السنة والجماعة»، وأثار جدلا واسعا لعدم إشارته إلى السلفية.

وفي تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، قال «الشنقيطي»: مؤتمر الكويت عن  المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة رد باهت على مؤتمر الشيشان، وجواب ضعيف على التحديات الجسيمة التي تواجه الأمة».

وأضاف: «مؤتمر الكويت مؤشر على هوان أهل السنّة وافتراقهم ولعب الأحلاف الإقليمية والدولية بفقهائهم المغفَّلين».

وتابع: «رغم التناقض الفكري والسياسي بين مؤتمر الكويت ومؤتمر غروزني، فقد جمع بينهما السكوت عن الإبادة التي يتعرض لها أهل السنة بمختلف مدارسهم»، مشيرا إلى أن «أهل السنَّة تحتاج قيادة سياسية وعلمية تدرأ عنهم خطر الإبادة والاستعباد، لا جدالات كلامية تنتهي بتوسيغ الاستبداد، كما حدث في مؤتمر الكويت».

وعلل «الشنقيطي»، موقفه بالقول: «انحاز مؤتمر_الكويت للحاكم الظالم ضد الشعب المظلوم، حين ردد الفقه السلطاني المحرِّم للثورات والمظاهرات»، مضيفا: «المحامي الفاشل يخذل القضية العادلة، فلا مستقبل لأهل السنة ما دامت تمثِّـلهم حكومات الثورة المضادة، وعمائم السوء، و(داعش)، والقاعدة».

وتابع: «سكت مؤتمر الكويت عن التمدد الإيراني والشيعي باستثناء الحوثيين، رغم وجود أخطر منهم في العراق وسوريا، كما سكت عن إبادة أهل السنة في حواضر الإسلام التاريخية (حلب وحماه والموصل)»، واصفا ذلك بأنه «أمر مريبٌ حقا!»

وختم «الشنقيطي» حديثه بالقول: «مؤتمر الكويت مؤشر على فراغ بالساحة من علماء السنَّة الثقات، ملأه علماء السلطان، وشباب الغلو والتكفير».

مؤتمر الكويت الذي حمل عنوان «المفهوم الصحيح لأهل السنة والجماعة وأثره في الوقاية من الغلو والتطرف» وترأسه مفتي موريتانيا الشيخ «أحمد بن المرابط»، شهد مشاركة العديد من الوجوه المعروفة بالتيار السلفي.

وجاء في البيان الختامي للمؤتمر أن الهدف من التجمع هو «الذب عن منهج أهل السنة والجماعة وتبرئته من تحريف الغالين وانتحال المبطلين».

وأكدوا أن «منهج أهل السنة والجماعة واحد لا تعدد فيه، وأنه حق لا يشوبه باطل، ووسط لا غلو فيه ولا جفاء»، كما قالوا إن «الخلاف في المسائل الاجتهادية بين علماء المذاهب الأربعة لا يوجب الخروج عن السنة، ولا يسوغ الافتراق أو تسمية المختلفين طوائف وفرقا، أو وصفهم بالابتداع».

وجاء أيضا في البيان الختامي الذي قرأه «عبد العزيز بن محمد السعيد» الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أن «مذهب أهل السنة والجماعة مذهب عتيق، لم تكن نشأته على يد الإمام أحمد (بن حنبل) ولا ابن تيمية ولا (الإمام) محمد بن عبد الوهاب، بل هو مذهب الصحابة والتابعين وتابعيهم».

وحذر البيان من «الغلو والتطرف بجميع صوره وأشكاله وتنظيماته.. والخروج على ولاة أمور المسلمين بالثورات والمظاهرات، باسم الجهاد في سبيل الله»، وحرّم المشاركون «الخروج على الحاكم المسلم ولو كان ظالما»، رافضين نسبة جماعات الغلو والتطرف إلى «رموز الدعوات الإصلاحية، ولا سيما شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام محمد بن عبدالوهاب».

كما ندد البيان في الوقت نفسه باستهداف الحوثيين لمكة.

ويأتي مؤتمر الكويت، ردا على مؤتمر عقد في غروزني أواخر أغسطس/آب الماضي، وأخرج الوهابية والسلفية والإخوان المسلمين من مسمى أهل السنة والجماعة.

وقَصَر مؤتمر الشيشان، جماعة السنة على الأشاعرة والماتريدية والصوفية، وأخرج منهم الوهابية والسلفية والإخوان المسلمين. وقد واجه المؤتمر انتقادات حادة من علماء مسلمين بارزين، ووصفه الشيخ «يوسف القرضاوي» بأنه «مؤتمر ضرار».

الخليج الجديد-