دعوة » مواقف

خطأ داعية في مسجد الملك خالد

في 2016/11/28

دارت بين القروبات رسالة تحمل أقوال داعية من محاضرة ألقتها في مسجد الملك خالد وقد أخطأت الطريق ،وكعادتنا نفرح بما يدور دون أن ندرك أهو حق وصواب أم باطل وخطأ ؟.
المهم الداعية أثبتت بما لا يقبل الشك حسب قولها في محاضرتها التي ألقتها أن غطاء وجه المرأة واجب في كل المذاهب وأوردت من الأدلة ما يثبت قولها .
والسؤال ، الداعية المعنية ما مدى علمها وهل فاق علم علماء الأمة بما فيهم الألباني الذي يأخذ منه الكثيرون في وقتنا الحاضر وهي منهم، ثبت عنده عدم وجوب ذلك ،ولن أخوض في المذاهب وأدلتها وما قيل في هذا الشأن لأنه معروف ،والعلماء الجهابذة أقروا الاختلاف ،وثبت عند البعض غطاء الوجه ولم يثبت عند البعض الآخر .
المهم في وقتنا الحاضر نحن في غنى عن من يفرق الأمة بمسائل خلافية ويريد أن يثبت رأيه مع أنها تقول بأنها قامت ببحث علمي ،وأشك في ذلك لأن من أول شروط البحث العلمي الحيادية وتجنيب الرأي الشخصي ،وتجد في ما تناقلته القروبات من أقوال لها أنها مصرة على إثبات ما تراه هي بل وتعميمه على الأمة الاسلامية وهذا من نواقض البحث العلمي وأيضاً قبل ذلك من نواقض الأحكام الشرعية اتباع الهوى في الدين وعدم تتبع الأدلة المختلفة بل البحث عن الأدلة التي تثبت الرأي الشخصي .
مشكلتنا في وسائل التواصل الاجتماعي التي بات الكثير فيها يقص ويلزق وخاصة إذا ما وافق الموضوع المنشور هواه في تلك الوسيلة بل البعض يزيد قولاً وهو منطرب غير عالم عن شيء ويجهل أقوال العلماء المعتبرين .
اتباع الهوى في الدين ليس معناه فقط ارتكاب الذنوب وتحليل الحرام بل أيضاً التشدد وتحريم الحلال والتزمت وفي المسائل الخلافية ،ويتبع هواه من يريد فرض قول وحكم على الآخرين مع أن كبار العلماء المعتبرين أقروا الخلاف ،وليكن مطلبنا رضا الله وليس هوى النفس ومَنْ حولَنا من البشر .
المعروف في المسائل الخلافية والمقر بها شرعاً عند العلماء الربانيين طالما الشخص مكلف له الخيار في التقليد واتباع من يريد من الأقوال وأولى منه المجتهد خياره أكبر حسب ما يرى من أدلة .
وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.
أسامة حمزة عجلان- المدينة السعودية-