دعوة » مواقف

قبل أن يعود الدواعش !

في 2016/11/30

كل ما عاشته المنطقة من ويلات العنف والإرهاب هو نتيجة حتمية لتهاونها ذات يوم (أقشر) مع رؤوس الأفاعي التي عادت من مفارخ ومفارز أفغانستان فيما سمي حينها بظاهرة الأفغان العرب!.
عدم استيعاب المجتمعات العربية لتلك الرؤوس التي استمرأت الدم، وعدم دمجها ضمن الأنساق الطبيعية لمجتمعاتها، أو حتى قطعها نهائياً كان هو الخطأ الاستراتيجي الأكبر الذي مازلنا ندفع تكاليفه.. فبرغم ظلامية الفكر الذي ساق بعض شباب ذلك العصر إلى كهوف (تورا بورا) إلا أن معظم من ذهبوا إلى هناك عادوا برؤوس أكثر كراهية لمجتمعاتهم.. وهي ذات الرؤوس التي أنتجت داعش وأخواتها فيما بعد.
قلت في مقال سابق إن هزيمة (داعش) عسكرياً؛ وانتهاء هذه (الحلقة) من مسلسل الرعب في المنطقة باتت مسألة وقت لا أكثر، وحتى لا نلدغ من ذات الجحر مرة أخرى أضيف اليوم أن من الواجب الاستعداد لعودة جحافل الدواعش، وهم بالتأكيد أكثر ظلامية ودموية من أسلافهم الأفغان، وأشد بربرية وكراهية منهم لكل ما هو مدني وإنساني. رغم ما قد يظهرونه من (تقية) في سبيل عودتهم، ولعل حوادث استهداف العسكريين التي ازدادت وتيرتها في الآونة الأخيرة دلائل بدايات هذه العودة المشؤومة.
خطورة الفكر المصاب بفيروس داعش لا تقف عند كونه مغلفاً ضد العقل والمنطق والتعايش مع الحياة الطبيعية، بل تتعدى ذلك إلى إجباره للآخر على اعتناق معتقداته، حتى لو اضطر للقتل والتفجير والسبي والاغتصاب، ولا بأس من تفجير النفس فهو المؤمن الوحيد في هذا العالم الذي يحمل صك الدخول السريع إلى الجنة وعوالم الحور العين.!!
داعش عصابة وليست دولة، لكن بعض ما ينطبق على سقوط الدول من تداعيات سينطبق عليها حال سقوطها، ومثلما حدث في مناطق الاقتتالات والنزاعات السابقة كالشيشان وأفغانستان والبوسنة من تداعيات سيحدث بعد هزيمة داعش، الفرق أن التداعيات هذه المرة لن تقتصر خطورتها على المنطقة بل ستتمدد لمناطق كثيرة من العالم.

محمد بتاع البلادي- المدينة السعودية-