دعوة » مواقف

كيف نحتفل بموسى ولا نحتفل بمحمد؟!!

في 2016/12/12

يصوم المسلمون يوم عاشوراء المجيد؛ اقتداء بسيد ولد آدم ـ صلى الله عليه وسلم ـ الذي وجد اليهود يصومونه فسألهم؛ فقالوا: إنه يوم نجى الله فيه موسى ـ عليه السلام ـ من فرعون وجنوده! فقال محمد ـ فداه كل من خان رسالته وشوه تعاليمها العظمى ـ «نحن أولى بموسى»!!

أفليس الأولى أن يحتفل أتباعه بيوم مولده، ويوم بعثته، ويوم هجرته، وأيام انتصاراته المؤزرة على الشرك والأصنام؟ ألا تكفينا سيرته العطرة عن سيرة (الزير سالم) و(حمزة البهلوان)؛ وهو الذي لو كان في أمة أخرى؛ ما وجدت نفسها تنتخب خلقة الله (ترامب)؟
وكيف ترك العقلاء والصالحون الاحتفاء والاحتفال بكل سنة قولية أو فعلية للصادق الأمين؛ إلى أهل الخرافات، والبدع، والطقوس الشركية؛ حتى اضطر الدكتور (عبدالله المطلق)، عضو هيئة كبار العلماء، المستشار بالديوان الملكي، إلى إصدار بيان يكذب فيه ما وصفه بالشائعة، التي انتشرت تحت عنوان: (أخيرا اعترفت السعودية بالمولد النبوي من داخل الديوان الملكي... وتعتبره من الأعمال الصالحة)!

وحسب صحيفة (سبق) الالكترونية، بتاريخ (5/‏12/‏2016)، وعلى مسؤولية الزميل (عبدالإله القحطاني)؛ فإن تلك الشائعة «استندت إلى خبر نشرته (سبق) في عام (2013) بعنوان: (المطلق: المحتفلون بالمولد ليسوا كلهم مخطئين .. وأدعو إلى مسابقة شعرية عن الرسول)»!!
وبين النفي والإثبات اعتراف صريح بتقصيرنا السحيق ـ رسميا وشعبيا ـ بحق سيدنا وحبيبنا وشفيعنا؛ إذ اعتمدنا الإفتاء بـ(الأحوط) ـ والتحريم أسهل ما يحتاط به ـ وتركنا المباح لمن أساء استخدامه و(استثماره) بشعارات الحب للرسول؛ إلى أن وجدنا أنفسنا في موقف المدافع المتهم بالتشدد والتطرف، وعدم توقير سيد الخلق أجمعين!

وبدل أن نكفر عن تقصيرنا؛ بتحقيق رؤية (المطلق)، نفاجأ ببعض كبار (بني صحْيُون) يزعم ـ إن صدقت الزميلة (تويتر) ـ أن فكرة الاحتفال بالمولد النبوي (يهودية) الأصل والمنشأ والولادة! ذلك أن اليهود ـ حسب زعمه دون دليل تاريخي ـ يزينون للشعوب المعادية للسامية، الاحتفال بيوم وفاة رموزها؛ على أنه يوم ولادتهم! وقد قدم لهم القدر خدمة لا تقدر بثمن؛ فيوم مولد سيدنا وحبيبنا يصادف يوم وفاته أيضا، على أرجح الروايات الإسلامية لا اليهودية!!

والحل؟! هو تحريم الاحتفال من (لغاليغه)! وماذا يريد أعداؤنا أفضل من إهدار كنوزنا بأنفسنا؟؟!!

محمد السحيمي - مكة السعودية-