بغض النظر عن رأينا الذي كررناه مراراتٍ عديدة بديدة، وهو أن: «الدعاء هو العبادة» في الرواية الصحيحة عن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد ـ فداه كل من خان رسالته وشوَّه تعاليمها السمحة ـ وليس (مخ العبادة) في الرواية الخاطئة رغم شهرتها!
وقد قلنا في (إضاءات الدخيل 2012): «إننا مسخنا الدعاء في جانب واحد هو الطلب من الله.. وماذا نطلب في الغالب؟ الرزق وطول العمر!! والرزق تكفل الله به قبل أن نوجد، فقولك: اللهم ارزقني؛ يعني الشك في تعهده سبحانه (وما من دابَّةٍ في الأرض إلا على الله رزقها)!! أما طلب تطويل العمر فهو شك في قوله تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون)!
ورغم أن سؤال الله من (فضله) لا يصح؛ إلا بعد بذل كل الأسباب الحيوية الممكنة؛ كما يرى الإمام الأعظم (محمد متولي الشعراوي)، في تفسيره آية النحل (أم من يجيب المضطر إذا دعاه)؛ إلا أن كثيرًا من وعاظ (الصحوة) ما زال يبتذل (سؤال الله) في كل خطبة ومحاضرة!
وقد قلنا في مقالة في الوطن في (23/10/2012) بعنوان: (لماذا لا تستجاب دعواتنا؟؟): منذ نصف قرنٍ على الأقل والمنابر تضج بالغضب على إسرائيل ومن أسرلها.... وإسرائيل ليست كما ولدتها أمهاتها بل أصبحت شحطاً يقف على زنده مليار شحط يرددون «آمين»!! واااا.. ما آخر أخبار حريق (إسرائيل) بالمناسبة؟
رغم كل تلك المراغم تعالوا نقرأ (قنوت) الدكتور (عائض القرني) الشاعر الفنان ـ بحق والله العظيم ـ الذي ختم به محاضرة له، وما زال الشعب الأعظم يجترُّه بمناسبة الإبادة، التي يمارسها النظام السوري، والدب الروسي في حلب؛ حيث يقول (أبو عبدالله) عفا الله عنه: «اللهم أرنا (بشار) مشنوقًا، أو حريقًا، أو سحيقًا، أو طريدًا مهينًا، أو قتيلًا دفيناً، أو شريدًا لعينًا... اللهم يا كاشف الخوافي.. ويا مرسل الرياح السوافي.. ألحق (بشار) بالقذافي»!!!
ونبرأ إلى الحليم الغفور مما يحمله (سجع الكهان) هذا من قلة أدب: هل يليق أن نملي على الله ما يفعل؟ وهل (يخيِّره) الموقن بالإجابة أم يعزم المسألة؟
وتخيل ـ ولله المثل الأعلى ـ لو أنه قدم هذا (المعروض) لرئيس قوي؛ كخلقة الله (ترامب): ألن يرميه في وجهه ويقول: حدد ما تريد بالضبط؛ هل نشنق لك (بشار)؟ أم نشويه؟ أم (نُقَذْفِنُهُ)؟
محمد السحيمي- مكة السعودية-