دعوة » مواقف

التكفير من ورا التريلات!

في 2017/01/17

وعبارة «من ورا التريلات» ـ بلا همزة ـ عبارة يقصد بها التورية، وقد سمعت هذه العبارة للمرة الأولى قبل مدة في مقطع مصور لشخص لا أعرف اسمه يتحدث عن الشيلات ويصفها بأنها «أغاني من ورا التريلات»، فأعجبتني العبارة وأصبحت أستخدمها كثيرا وأنصح باستخدامها وأحرض عليه.

وبما أن تكفير الناس أصبح مشكلة «قد» يلام عليها المكفراتي، فإن أهم النصائح التي أوجهها للإخوة المكفراتية المستجدين في هذا العالم هي اللجوء إلى التكفير عن بعد، وتلميحا وليس تصريحا. فهذا منج من العقوبة الدنيوية كما أثبتت تجارب الخبراء في هذا المجال الحيوي الهام.

وليس شرطا أن تكون التورية والتلميح بعيدين وصعبين على الفهم، لكن الاستخدام يحتاج خبرة وممارسة ولذلك لا ينصح بالمعاني المكشوفة للمبتدئين.
ولعل الأمثلة تساعد على الفهم أعزائي المكفراتية الشبان، فنقول كمثال افتراضي إنك ترغب بشدة في تكفير رئيس ناد معين، في هذه الحالة فإنه يتوجب عليك أن تقاوم طبيعتك التي جبلت عليها، ولا تكن وقحا مباشرا وتعرض نفسك للعقوبة بالقول بأن فلانا كافر، يمكنك مثلا أن تقول: ذلك الكافر الزنديق رئيس النادي الذي يرتدي لاعبوه اللون البنفسجي المقلم بالأخضر والأسود، ولا ضير في أن تذكر موقع ناديه في سلم الترتيب ففي الأمر سعة بما أنك لم تذكر اسمه صراحة.

وبعد أن تنتهي من تكفير العدد الذي يشبع رغبتك بشكل فردي، ويفترض ألا يكون كثيرا وتحتفظ بالبقية لمراحل متقدمة، يمكنك البدء في التكفير الجماعي. وهذه المرحلة من التكفير تحتاج مقدمات لا بد منها، يمكنك مثلا أن تصف أصحاب مهنة ما بالدياثة، ثم تصف مجتمعا بأنه ضال، ثم تنطلق بتدرج غير مخل بتوازنك حتى يمكنك في آخر المطاف أن تقول بكل ثقة بأن كل من على هذا الكوكب كفار وأنك الفحل المسلم الوحيد.

وعلى أي حال..
وكفائدة إضافية لا علاقة لها بالمقال، فإن مروض الثعابين لا يحظى بتعاطف كبير حين يشتكي من لدغاتها.

عبدالله المزهر - مكة السعودية-