منذ 20 سنة والسعودية تقوم بجهد متواصل لمحاربة التكفير. أسست مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة، لغربلة أفكار المقبوض عليهم من المتطرفين الإرهابيين، وقادت الدولة مروحة دبلوماسية، وإعلامية، وفكرية إقليمية ودولية، لمحاربة الفكر المتشدد، وأسست مركزاً دولياً لمحاربة الإرهاب، ودعمت الأمم المتحدة بـ100 مليون دولار.
هذا جزء بسيط من جهد جبار تقوم به السعودية، التي ضربت مثلاً بالضربات الاستباقية تجاه الإرهاب فكرياً وميدانياً.
لكن، بعد كل ذلك، يأتي من يفسد كل الجهود، ويهدم البناء الكبير الذي أُسس، وأخطر ما فوجئنا به مؤخراً اعتبار التكفير من قبيل «التعبير عن الرأي»، وهذا ضد المبادئ الشرعية والعقائدية، فالتكفير ليس رأياً فكرياً، بل حكم على الشخصية، يؤثر على علاقة الرجل بزوجته، وأولاده، وعلاقاته الاجتماعية، ووضعه المدني كاملاً، ومن المخيف أن يكون التكفير رأياً شخصياً!
نتمنى وضع حدٍ لهذا التراجع في التعامل مع خطر التكفير، لئلا نعود إلى المربع الأول أواخر التسعينات، حيث استباحة أديان الناس، وذممهم، وعلاقاتهم بالله.
تركي الدخيل- عكاظ السعودية-