إستراتيجية اختراق حلقات تحفيظ القرآن الكريم لتجنيد الإرهابيين بدأت منذ وقت مبكر في بدء نشاطات «القاعدة» الإرهابية في المملكة، ويرى مراقبون أنها إستراتيجية متجددة للتنظيمات الإرهابية.
وأعادت تصريحات اللواء بسام عطية حول ارتباط الهالك نادي المضياني -الذي فجر نفسه في استراحة الحرازات بجدة أخيراً- بأبي سعدون (وسيط إرهابي) عمد إلى تجنيد المضياني من حلقة تحفيظ القرآن بالأذهان إلى عمل التنظيمات الإرهابية بشكل مكثف على استقطاب انتحاريهم من حلقات تحفيظ القرآن.
وقبل عامين، أدانت المحكمة الجزائية المتخصصة معلم تحفيظ قرآن عمد إلى نشر الأفكار المتطرفة لتنظيم القاعدة بين صفوف مريديه، وأدين المعلم ضمن خلية إرهابية مكونة من 32 متهماً. وفي حي المونسية (شرق الرياض) ألقت السلطات الأمنية القبض على أحد الإرهابيين في إحدى الاستراحات، وأكدت المصادر في حينها لـ«عكاظ» عمل الإرهابي المختبئ في «استراحة المونسية» في حلقة تحفيظ القرآن الكريم في أحد جوامع شمال الرياض، موضحة أنه انقطع عنها 11 شهراً قبل إلقاء القبض عليه في مطلع 2006. اللافت أن جداول يومية وسجلات لطلاب تحفيظ القرآن كانت من ضمن المضبوطات في استراحة الإرهابي.
وكشفت جلسات محاكمة عناصر من القاعدة قبل ثلاثة أعوام تورط قيادي من تنظيم القاعدة الإرهابي داخل السعودية ببحثه عن الشباب المتواجدين في حلقات القرآن لاستغلالهم والزج بهم في مناطق الصراع.
وأكدت المحاكمة استغلال أحد المدانين بالانتماء إلى تنظيم القاعدة (يقضي عقوبته في السجن حالياً) باستغلال حماسة أحد زملائه من طلبة تحفيظ القرآن الكريم في أحد جوامع العاصمة الرياض، وتحريضه للسفر إلى العراق.
وكانت حلقات تحفيظ القرآن والمخيمات الدعوية حاضرة في محاكمة أحد المنتسبين إلى تنظيم القاعدة الإرهابي، بعد أن أقر بمعرفة -شاب سهل له السفر إلى العراق- في تلك الحلقات.
وأمام استهداف الإرهابيين لحلقات تحفيظ القرآن، اتخذت المملكة في وقت سابق تدابير احترازية لتحصين طلاب التحفيظ من الفكر المتطرف، ولعل أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل أبرز من علق جرس الإنذار حول ضرورة تنظيم عمل حلقات تحفيظ القرآن الذي استطاع حلحلة «سوء التنظيم».
عكاظ السعودية-