العديد من المؤشرات تؤكد أننا أمام تهديد خطير، هناك هجمات مخططة تستهدف عزل المملكة عن محيطها الإسلامي، ومنازعتها مكانتها في قيادة الأمة الإسلامية، وتحميلها مسؤولية «إرهاب داعش» بل والربط بينها وبين (داعش) ربطاً مباشراً.. وسائل الإعلام العالمية بدأت تعمل على شيطنة ما باتوا يسمونه بـ»الإسلام الوهابي» والترويج لهذا المصطلح مع كل عمل إرهابي؛ بقصد عزل المملكة وانتزاع قيادتها للعالم الإسلامي وإلصاق تهم الإرهاب والتطرف بها..
محاولات عديدة تجري في سياق مخططات هي إما أخذت موضع التنفيذ أو هي في طريقها للتبلور، ولا شك أن قيادة المملكة للأمة الإسلامية باقية ما بقي الحرمان الشريفان، وما بقي المصلون الذين يتوجهون إليها في كل صلاة.. ولا ينازع المملكة هذا الشرف إلا جاهل لن يبلغ مخططه وفي المملكة الحرمان الشريفان.
هذه التسمية الجديدة وتكرارها تأتي بحسب المخططات المشبوهة بعد أن فشلت محاولات إلصاق الإرهاب بالعموم الإسلامي، أو ما كانوا يسمونه بـ»السلفية»؛ كما تأتي بهدف إيجاد شماعة جديدة أكثر تحديداً تنقذ المستفيدين من «الحروب الدينية»، أو بعض المرتزقة الذين يروّجون لـ»الإسلام الوهابي» بهدف الحصول على زعامة إسلامية أو منحة مادية من دوائر غربية وأخرى للأسف إسلامية تدعم كل توجّه مخالف بحثاً عن دور ينتشلها من الهامش.
لذلك فإن الحفاوة التي وجدها حديث سماحة المفتي لندوة جريدة «الرياض» الأحد الماضي والتداول الكبير لهذا الحديث يعكس الشعور العام تجاه الحاجة الملحة لتطوير آليات عمل هيئة كبار العلماء واستراتيجياتها؛ لمواجهة استحقاقات تراكمت من حولنا وتحتاج من الهيئة مواجهتها واستحداث أدوات جديدة تدعم تحقيق هذه الاستراتيجيات.
إن أخطر ما يمكن أن نقدمه للأعداء وللإرهابيين هو ترك الساحة لهم «الفراغ»؛ ولا شك أن المقعد الذي لا تشغله سيأتي من يشغله بالنيابة عنك.. لذلك فأي مبادرة في هذا الاتجاه يجب أن تؤخذ على محمل الجد وأن تجد الدعم والتشجيع من الجميع، لأن مؤسسات دينية أقل شأناً تسعى اليوم جادة لتشويهنا والصعود على أكتافنا بدعم من جهات لديها أهداف أخطر، ومؤسسات دينية أقل شأناً باتت تتصدر المشهد وتحاول انتزاع تمثيل المسلمين في محافل دولية مصطنعة.
حديث المفتي وما أعلن عنه عن «استراتيجية» جديدة لهيئة كبار العلماء ترتكز على ثلاثة محاور علمية وتقنية وإعلامية، بعث التفاؤل في أن تعيد الهيئة ترتيب أوراقها وأن تقدم مشروعاً جديداً يضعها في الموقع الذي تستحقه؛ حيث الصدارة.. والتي من أولى استحقاقاتها الانفتاح على الجميع والجرأة في الذهاب إلى الأماكن المظلمة وإنارتها وبيان الموقف تجاهها.
عادل الحربي- الرياض السعودية-