دعوة » مواقف

الدَّين الذي يتوجب على الغامدي الوفاء به

في 2017/02/14

لا شك أن لدى الشيخ الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي الكثير مما يمكن أن يقوله ويكتبه، الكثير مما يشكل إضافة نوعية لمعرفتنا بطبيعة فترة الصحوة والتي تشكلت من ظفيرة مجدولة من تشدد بعض السلفيين وحركية جماعة الإخوان المسلمين، وذلك ما أكده في حديثه خلال مشاركته في أمسية الحارة المكية ونشرته «عكاظ» يوم أمس.

وتأتي أهمية ما يمكن أن يتحدث به الدكتور الغامدي أنه يتحدث من واقع تجربته الشخصية حين كان متشددا حمله حماسه للالتحاق بصفوف المجاهدين في أفغانستان، وعزز ذلك تدرجه في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى أصبح مديرا عاما لفرعها بمنطقة مكة، قبل أن يتفتح وعيه فيحمله إلى الاعتدال ويحمل الاعتدال إليه، وقبل أن تضيق هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذرعا بآرائه فتعفيه من منصبه، ومن شأن كل ذلك أن ينزل حديث الدكتور الغامدي منزلة شهادة الخبير والعارف بخفايا أمور يجهلها الكثيرون ممن لا يمتلكون خبرته ولا يتصفون بعلمه ولا يتسمون بشجاعته.

وإذا كان لنا جميعا دين في عنق الدكتور الغامدي يتمثل في ضرورة أن يعنى بطباعة أبحاثه ودراساته التي كتبها عن حكم الاختلاط والصلاة مع الجماعة والموسيقى وكشف وجه المرأة، دون أن يكون محتاجا إلى تسليم أحد بصحة ما يراه ولا الحيلولة دون مناقشته فيما ذهب إليه، إذا كانت طباعته لدراساته التي نشر بعضها في «عكاظ» دينا عليه يتوجب أن يفي به، فإن كتابته لتجربته الممتدة من الانتماء لتيار التشدد والمنتهية إلى اعتباره واحدا من رموز التنوير تشكل دينا آخر يتوجب على الدكتور الغامدي أن يفي به، وذلك لأن ضمان تحررنا من أوهام الصحوة لا يمكن أن يتحقق دون فهم لملابساتها، وما من فهم هو أكثر عمقا ومصداقية من فهم من كان منتميا للتشدد عارفا ببواطنه قبل أن يفتح الله عليه فيتراجع عما كان فيه.

سعيد السريحي- عكاظ السعودية-