دعوة » مواقف

الصحف الاجنبية: لم يعد بوسع الولايات المتحدة تجاهل مخاطر ’الفكر السلفي’

في 2017/03/11

حذّر باحثون غربيون من مخاطر "الفكر السلفي" الذي قالوا انه يُستخدم من أجل تبرير الاعمال الدموية والارهابية. وشدد هؤلاء على ضرورة حثّ دول مثل السعودية على معالجة هذا الموضوع، مشيرين الى أن السعودية تقوم بتصدير هذا الفكر. هذا فيما نقلت مواقع أجنبية معروفة عن أعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي معارضتهم لاستئناف مبيعات الاسلحة الى السعودية، بينما نقلت مجلة أميركية بارزة عن مسؤولين سابقين تحذيرهم من تعزيز المساعدات العسكرية الاميركية للسعودية في اليمن.

كتب الباحث “Carlo Jose Vicente Caro” مقالة نشرتها مجلة “Foreign Affairs” والتي قال فيها ان الفكر السلفي "يمكن استخدامه من أجل تبرير التطرف الذي تمارسه بعض الجماعات الارهابية في العالم الاسلامي".

واستشهد الكاتب بما قاله "الامام السابق" للمسجد الكبير في مكة المكرمة "عادل الكلباني" عام 2015، بأن تنظيم "داعش" نشأ نتيجة الفكر السلفي وبأن موضوع تأجيج هذا الفكر للارهاب يجب معالجته بشفافية. وبالتالي شدد الكاتب على أهمية أن يعترف رجل دين سلفي بشكل علني بان الفكر السلفي "معرض للتطرف" و "بحاجة الى شكل من اشكال الاصلاح".

الكاتب أكد أيضاً على ضرورة أن تقوم الولايات المتحدة "بحثّ دول مثل السعودية على التعامل مع هذا الموضوع"، واعتبر أنه "لم يعد بوسع الولايات المتحدة تجاهل مخاطر الفكر السلفي". كما أضاف "بأن الجماعات الارهابية في سوريا مثل "جبهة النصرة" هي سلفية، وبأن الجماعات السلفية عادة ما تحصل على الدعم من "شبكة من المانحين والمسؤولين الحكوميين في الخليج".

كذلك وصف الكاتب "الفكر السلفي" بأنه "عقيدة دينية تخدم أغراضاً طائفية"، وأشار الى أن أهم المؤسسين لـ "الفكر السلفي" هو ابن تيمية (على حد قول الكاتب)، لافتاً الى "أن "داعش" قد اقتبس كلاماً لابن تيمية مرات عدة في مجلته والتي تسمى "دابق". وتابع القول بأن "الاحكام التي أصدرها ابن تيمية بحق الدروز والعلويين تشكل نموذجاً عن "تاريخ السلفية بانتاج التطرف"، مشيراً الى أن "ابن تيمية وصف الدروز بالكفار وأعلن أن من يشكك بهذا الحكم هو أيضاً "كافر". كما لفت الكاتب الى أن "ابن تيمية" أجاز "استعباد النساء" و "سمح بالاستيلاء على ممتلكاتهنّ وبذبحهن" (على حد قوله).

وأضاف الكاتب بأن "تعاليم ابن تيمية لا تزال تلعب دوراً مركزياً في "الفكر السلفي"، وبأن "مراكز التعليم" في السعودية تروّج لتعاليمه". كما قال ان "النظام السعودي يقوم بتصدير هذا الفكر من خلال تمويل "المدارس" المنتشرة في العالم الاسلامي، وإن بعض "أشكال السلفية" أدّت الى ارتكاب أعمال دموية حول العالم، على غرار تلك التي استهدفت مدنا مثل نيويورك وباريس ولندن".

الاّ ان الكاتب شدد على أن معالجة هذا الموضوع لا يكون عبر فرض حظر على السفر على غرار ذلك الذي فرضه الرئيس الاميركي دونالد ترامب، مشدداً على ان "الاعتراف بأن الكثير من تعاليم ابن تيمية تتناقض وقيم التيار الاسلامي العام" هو الذي "سيساعد في الحرب ضد "التطرف الاسلامي""، (بحسب تعبير الكاتب).

كذلك تابع الكاتب قائلاً بأنه "يجب اجراء نقاش صريح في العالم الاسلامي حول بعض التعاليم السلفية التي يمكن أن يستغلها "المتطرفون" الدمويون". وتحدث عن ضرورة قيام المسؤولين الاستخباراتيين وضباط القضاء وأيضاً الخبراء الاكاديميين بمراقبة التمويل الاجنبي للمساجد والمراكز الدينية بغية "اقتلاع" رجال الدين الذين يروجون للكراهية، مشدداً على "ان هذا الاجراء سيبقي المزيد من الناس في مأمن".

معركة قادمة في الكونغرس حول مبيعات الاسلحة الى السعودية

نشر موقع “Al-Monitor” تقريراً أشار فيه الى ان "الكونغرس يستعد لمعركة أخرى حول موضوع مبيعات السلاح الى السعودية". وأوضح التقرير أنه من المتوقع أن تقوم إدارة الرئيس دونالد ترامب بابلاغ المشرعين الاميركيين رسمياً عن نيتها استئناف مبيعات الاسلحة "الموجهة" التي كان قد جمدها الرئيس السابق باراك اوباما. كما لفت الى أنه سيكون أمام الكونغرس مدة ثلاثين يوماً بعد ذلك الابلاغ لمراجعة خطوة استئناف مبيعات الاسلحة هذه ومحاولة منعها. ولفت الى ما نشرته صحيفة "واشنطن بوست" قبل يومين (بتاريخ الثامن من آذار/مارس الجاري) بأن وزارة الخارجية الاميركية وافقت على استئناف مبيعات هذه الاسلحة الى الرياض.

ونقل التقرير عن عضو لجنة السياسة الخارجية بمجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري “Rand Paul” قوله انه "سيعارض هذه الخطوة، وإنه من المتوقع أن يقود هو وعضو لجنة السياسة الخارجية بمجلس الشيوخ عن الحزب الديمقراطي  “Chris Murphy” المساعي من أجل محاولة منع استئناف هذه المبيعات الى السعودية".

التقرير نقل عن “Murphy” تساءله عن سبب إعطاء السعودية المزيد من الاسلحة الموجهة "من أجل استهداف المدنيين بفاعلية أكبر" (بحسب ما نسب اليه). كما اشار التقرير الى ما قالته منظمة العفو الدولية بتقريرها حيث اتهمت السعودية باستخدام الاسلحة المحرمة في الغارات التي تشنها على مناطق سكنية في اليمن.

تحذير من تكثيف الدور العسكري الاميركي في اليمن

مجلة “Foreign Policy” نشرت تقريراً اشارت فيه الى أن عدد الغارات الجوية التي شنّتها الطائرات الحربية الاميركية مؤخراً في اليمن على مدار أسبوع يفوق عدد الغارات التي شنت طوال اي سنة من سنوات حكم الرئيس الاميركي السابق باراك اوباما. وأشار الى ان البيت الابيض قد وافق على ارسال قوات اميركية اضافية الى سوريا وعلى عملية "كوماندوس" في اليمن، وكذلك الى ان قائد القيادة الوسطى بالجيش الاميركي قد تحدث عن الحاجة الى المزيد من القوات الاميركية في افغانستان.

التقرير تابع بان استعداد الرئيس الاميركي دونالد ترامب للموافقة على العمل العسكري يتناقض بشكل كبير مع الادارة السابقة، وبأن نهج ترامب هذا يبين كيف ان الادارة الاميركية الجديدة تفضل العمل العسكري "المستعجل" بدلاً من المشاورات السياسية. واعتبر ايضاً ان هذا النهج يدل على ان ادارة ترامب تفضل اعطاء دور اكبر للجيش في "صناعة القرارات".

كما تابع التقرير بان حملة القصف الاميركية الاخيرة في اليمن تدل على مدى قلق القادة العسكريين والاستخباراتيين العسكريين الاميركيين من مخاطر قيام "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" (وهو اسم تنظيم القاعدة في اليمن) بشن هجمات على الغرب. كذلك لفت الى ما ورد بتقرير لمجموعة الازمات الدولية الشهر الفائت بأن "فرع تنظيم القاعدة في اليمن" أصبح اليوم "أقوى من أي وقت مضى"، ونقل أيضاً عن مسؤول استخباراتي أميركي رفض الكشف عن اسمه بان "تنظيم القاعدة في اليمن" يبقى "عدواً قوياً وخطيراً"، وبأن الاضطراب في اليمن "لم يشغل" "تنظيم القاعدة" عن رغبته "بمهاجمة الغرب".

غير ان التقرير نبّه بنفس الوقت من أن شنّ حملة قصف جوي ضد "القاعدة" وبنفس الوقت تجاهل الحرب التي تشنها السعودية "ضد الحوثيين" (على حد تعبير التقرير) يحمل معه مخاطر. كما حذّر من ان تكثيف الضربات الجوية الاميركية قد يتسبب بالمزيد من الضحايا المدنيين، وهو ما قد يؤدي الى تأجيج غضب بعض الجماعات التي دخلت بتحالفات مع "القاعدة".

هذا، وأشار التقرير أيضاً الى ما قاله المسؤولون عن موافقة وزارة الخارجية الاميركية على بيع الاسلحة الموجهة الى الرياض، ونقل عن المحللين والمسؤولين السابقين من أن توسيع الدور العسكري الاميركي في اليمن وبما في ذلك تعزيز المساعدات لـ "التحالف" الذي تقوده السعودية من شأنه جرّ واشنطن الى مستنقع في اليمن.

ونقل التقرير عن مسؤول سابق بوزارة الحرب الاميركية "البنتاغون" بأن أي حرب أميركية في اليمن ستكون صعبة و"دموية". كذلك اشار التقرير الى ما قالته مجموعة الازمات الدولية بتقريرها لجهة ان الحرب التي يشنها "التحالف" بقيادة السعودية على اليمن قد ادت الى تقوية "القاعدة" بشكل كبير حيث استولى التنظيم الارهابي على اسلحة "قام بتوفيرها التحالف الذي تقوده السعودية" وأيضاً على المال من جراء سرقة المصارف.

من الصحف الاجنبية-