بقدر ما تقوم به الدبلوماسية السعودية، المباشرة أو الناعمة، من جهود كبيرة في التعامل مع صورتنا في الخارج، تظهر لنا بعض العينات المريضة، لتلغي في ثوان ما نعمل على بنائه في سنوات.. وليس هناك طريق، أسهل من التخريب، لتشويه أي عمل.
بداية، أنا ضد تسمية الشخص الذي ظهر في مقطع فيديو، في "معرض الكتاب"، وهو يزاعق بالمحتسب.. لأنه مخرب، ويمكن وصفه بالمجرم، متى ما ثبت -بعد المحاكمة- تعديه على الآمنين، هذا أولا، ثم يجب أن نتذكر بأن أي مهاجمة لـ"الوفد الماليزي"، هي مهاجمة على ضيف الشرف للفعالية، التي تقام برعاية خادم الحرمين الشريفين.
مثل هذه العينات، التي تستخدم القوة للتعبير عن الرأي، بدلا من الطرق المتحضرة، تمثل الكثير من النماذج حول العالم، بمختلف تصنيف البلدان، لكن ما يفرق هو آلية التعامل والردع، وفقا للقانون، وهذا يجرنا للسؤال عن مصير العينات السابقة، التي خربت في نفس المناسبة، في نسخ سابقة، وتم التعاطي معها بتعهدات ورقية.. ماذا لو اختلف العقاب؟ وكان هناك تشهير!
وحتى نتعامل بواقعية، وخاصة مع أعداء البهجة والفرح، فقد تكون هناك حالات أخرى -ربما- في مناسبات مختلفة، تأتي بصيغ متنوعة، كلها بغطاء الدين، ومزاعم الفضيلة، والحديث باسم المجتمع، الذي صار أكثر وعيا وفرزا ورفضا لهم.. ويمكن قياس ردة الفعل المناهضة للتخريب، التي اختلفت عن سنوات مضت، من خلال العديد من الآراء والمنشورات. لكن ما هو مهم، وحتى نبتعد من التنظير للفعل، لا بد من أن نسمع عن مصير المخرب العادل، وأتمنى أن يكون قريبا.
في الوقت نفسه، من الضروري أن تكون هناك مبادرة تشاركية بين (السعودية وماليزيا)، يكون عنوانها العام "التسامح"، يتفرع منه الكثير من المحاور والمواضيع، علها أن ترمم شيئا مما كسره المخرب، وتحاول أن تشرح أن هذه النماذج لا تمثل مجتمعنا، بل هي طارئة، سيتجاوزها التاريخ.. ونحن!
ورغم كل شيء، لا يمكن للظلام أن يحجب الشمس.. مهما طال ليله! والسلام..
أمجد المنيف- الرياض السعودية-