أكد عضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح الفوزان أنه لا يوجد بلد في العالم يهتم بالعقيدة كما اهتمت به هذه الدولة المباركة، حيث جعلتها منهجها، فأقرّت دراستها في جميع مراحل التعليم العام والعالي، فهي تستشعر عظم العقيدة، فسخرّت جهودها في تعليمها ونشرها والدفاع عنها وطباعة كتبها وبيانها للناس وتوضيحها لهم؛ حتى يكونوا على علم بعقيدتهم.
وأضاف الفوزان في محاضرته ضمن فعاليات الرياض الدولي للكتاب: إن العقيدة أمرها عظيم، فالواجب التنبه لأهميتها، فتلقّن للأبناء ويدرسها العلماء ويتدارسها الناس؛ ليكونوا على أساس قويم من أمر دينهم.
وشدّد الفوزان على عدم القراءة في كتب الخلاف حتى تثبت لدى طالب العلم كتب العقيدة فيبدأ بالتدرج، وكذلك لا يدخل طالب العلم في المواقع الإلكترونية التي تهتم بالخلاف؛ لأنها تشوّش عليه وتربكه لما فيها من الضلال والأقوال الباطلة والمشبوهة، وما تحمله من لوثة. كما يجب على طالب العلم أن يكون متجنبا للقرناء الذين يفتنونه في دينه وعقيدته، ويبتعد عن المجالس السيئة والمواقع المشبوهة والمضللة. وكذلك لابد لطالب العلم أن يقاوم الدعوات التي تدعو للانحراف من أجل تنبيه الناس عليها وليس من أجل الجدال والتصارع.
وأشار الفوزان إلى أن الهجرة في طلب العلم أمر جيد ومحمود إذا كان لا يوجد من يعلم جيدًا في بلد الطالب أو كان المدرس أو العالم ممن لديه انحرافات عقدية، لذلك يجب أن تكون الهجرة من أجل الدين، وأما الذهاب لطلب الرزق فهو ليس من الهجرة بل من السعي في طلب الرزق. موضحًا أن العقيدة الصحيحة صالحة لكل زمان ومكان وليست لعصر دون عصر آخر.
ومن جانب آخر، أكد عضو هيئة كبار العلماء ومدير جامعة الإمام محمد بن سعود الشيخ سليمان أبا الخيل أن الكتاب والسنة متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر ولا يمكن أن يستغنى بأحدهما عن الآخر في أي حال أو أي ظرف أو أي زمان أو مكان ومهما كانت الأحوال والدواعي والمبررات لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرر ذلك وأصله وأطره وأبانه أيما إبانة.
وأضاف خلال محاضرته ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب: إن للفتن أربع صفات، هي: الصفة الأولى: أنها تأتي متجملة ومتزينة في بدايتها،
والصفة الثانية: الذهاب بالعقول والأحلام،والصفة الثالثة: هي انتشارها واستعصاء إخمادها لأن الفتنة إذا وقعت لم يسلم منها أحد صغير ولا كبير ولا عالم ولا طالب علم ولا غيرهم، وأما الصفة الرابعة: أنها تقبل مشتبهة في أول أمرها وتدبر بيّنة في آخر أمرها.
ولفت أبا الخيل إلى سبل الوقاية من الفتن، وهي: الاعتصام بكتاب الله عز وجل، وبيّن الله لنا من خلال آياته أن الاعتصام بالقرآن واجب علينا لأنه هو سبيل النجاة وصمام الأمان من الوقوع في كل خطر وفتنة وشر مهما كان نوعه وأياً كان المنادي به. والاعتصام بالسنة والأخذ بما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل ما جاء التحذير به من الفتن ومخاطرها ومفاسدها وما يقع بسببها من كل ما نراه وما نشاهده عبر سائل الإعلام ومن أبرزها وسائل التواصل الاجتماعي. وكذلك تحقيق التوحيد وإخلاص العبادة لله عز وجل على وفق ما أمر الله به ورسوله، فالتوحيد الصادق والمعتقد الصحيح هو الذي يحقق لنا السعادة والطمأنينة والاستقرار والسيادة والريادة والفلاح في الدين والدنيا والآخرة، كما أنه يوفر لنا الأمن والأمان التامين في معاشنا ومعادنا. بالإضافة إلى لزوم جماعة المسلمين ولزومها واجب لا يجوز التزحزح عنه أو التساهل فيه، بل يجب على كل مسلم أن يلزمها وأن يحيطها بالعناية والرعاية والتقوية والدعاء.
وكالات-