دعوة » مواقف

دعاة وخبراء: الإرهاب يقتل الأبرياء باسم الولاء والبراء والحاكمية والخلافة

في 2017/04/21

أوضح دعاة وخبراء أن المتطرفين يعتمدون على تفسيرات خاطئة لآيات قرآنية وأحاديث نبوية، لتبرير ما يقومون به من عمليات إرهابية ضد الإنسانية، وحذروا من بعض الفتاوى التي تبرر الوصول إلى السلطة بالسلاح معتمدين على أسانيد واهية.

عبدالعزيز: بعض الدعاة أجاز الوصول للسلطة بالسلاح

من جهته أوضح الشيخ عبدالعزيز محمد، المتخصص في الشؤون الدينية، أن بعض الدعاة أقر بمبدأ «إمامة الكفرة الفجرة» وإقامة نظام «الإمامة الصالحة» والوصول إلى السلطة بواسطة السلاح، معتمدًا على أسانيد قرآنية وأحاديث نبوية اجتزئها.

وأوضح أن من الآيات القرآنية التي يعتمد عليها مشايخ الإرهاب في فتواهم بالتكفير والقتل، قوله تعالى «وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ»، مشيرًا إلى أن هذا اجتزاء فبقية الآية تنص على «وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ وَلاَ تُقَاتِلُوهُمْ عِندَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ حَتَّى يُقَاتِلُوكُمْ فِيهِ فَإِن قَاتَلُوكُمْ فَاقْتُلُوهُمْ كَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ».

ونوه بأن فتاوى الجماعات الإرهابية تعتمد في التكفير على قوله تعالى «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون»، متناسين أن هذه الآية نزلت في من كتم حكم الله، الذي أنزله في كتابه وجعله حكمًا بين عباده، فأخفاه وحكم بغيره، كحكم اليهود في الزانيين المحصنين بالتجبية والتحميم، وكتمانهم الرجم.

أبوهشيمة: قيادات الإرهاب معزولة عن الواقع

أكد طارق أبو هشيمة، الباحث في الشؤون الدينية نائب رئيس المركز الإعلامي لمرصد دار الإفتاء المصرية، انعزال قيادات التنظيمات الإرهابية عن الواقع الذي يعيشون فيه، وهو ما تسبب في تأصيل الأفكار الرجعية داخل عقولهم ليتحدثوا بحديث العصور الماضية. ونوه بسوء فهم مشايخ التنظيمات الإرهابية للأدلة الشرعية، وإسقاطها على غير مرادها في الواقع، نافيًا أن يكون أمثال هؤلاء قد حصلوا على أقل مستوى من العلم الشرعي. وأرجع تمادي هؤلاء في أفكارهم لوجود من يقع فريسة لها من أصحاب الأمراض النفسية المحبة للتدمير والقتل، إضافة لمن يعانون من ظلم مجتمعي مما يدفع داخلهم الرغبة في الانتقام بأي صورة حتى لو من خلال الانضمام لتنظيم إرهابي يأمره بتفجير نفسه داخل تجمع بشري.

عبدالمنعم: 3 أسانيد مزعومة لفتاوى القتل

وتحدث عمرو عبدالمنعم، الباحث في شؤون الفتوى والجماعات الإسلامية، عن وجود 3 أسانيد مزعومة يعتمد عليها التكفيريون في إصدار فتواهم بالقتل، أولها «الحاكمية»، وهي تعني الحكم بما أنزل الله والتأكيد على أن كل القوانين وضعية وجاهلية، كما أن « وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ». وكشف أن مروجي هذه القاعدة يغفلون أن الله عز وجل الحق هذه الآية بمثيلتها، ولكن اختتمها عزل وجل بـ»الفاسقين» و»الظالمون» مما يعني أن التكفير ليس قاعدة لمن يحكم بغير ما أنزل الله.

وأضاف أن القاعدة الثانية التي يستند عليها التكفيريون هي «الخلافة»، حيث يتعاملون معها على أنها أمر واجب باعتبار أنها على منهاج النبوة ويتناسى أحاديث النبوة، التي تتحدث عن الخلافة الرشيدة ثم ملكًا عاضًا ثم ملكًا جبرًا ثم الخلافة على منهاج النبوة من جديد.

ولفت إلى القاعدة الثالثة وهي تكفير العوام من المسلمين استنادًا إلى قاعدة شرعية وليست آية أو حديث تنص على «من لم يكفر الكافر فهو كافر»، ويتناسون القاعدة الشرعية التي تنص على أن مفهوم الكفر نفسه هو من أنكر شيء ولا ينسحب عليه أحكام دنيوية تخص المال والدم والعرض.

البدر: يجب زيادة وعي الشباب ليكونوا سدًا منيعًاأمام هجمات الأفكار العابثة بديننا وعقولنا

مشاري الكرشمي - الرياض

أكد الأستاذ بقسم القرآن وعلومه في كلية أصول الدين جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الأستاذ الدكتور بدر بن ناصر البدر، أن الإسلام يدين جميع أشكال التطرف والمغالاة وحركاتها المتعددة، سواء كانت تحمل اسم الإسلام أو غيره، لأن الغلو والتطرف ليس من الإسلام في شيء، بل هو مرفوض في الإسلام من جميع الجوانب، والإسلام منهج وسط للأمة الوسط، وهو يمثل الصراط المستقيم في كل المجالات، ويجسد التوازن والاعتدال في كل شيء، في العقيدة والعبادة، وفي الأخلاق والمعاملات والتشريعات كلها، بعيدًا عن الغلو والتفريط .

ولفت البدر إلى أن للغلو والتطرف أسبابًا كثيرة كإعراض كثير من المسلمين عن دينهم، عقيدة وشريعة وأخلاقًا، وقلة تفقههم في دينهم وضعف العلم الشرعي لديهم، أو أخذ العلم على غير منهج سليم وأصول صحيحة. وظهور نزعات الأهواء والعصبيات والتحزبات المقيتة، التي تفرق الصف المسلم وتحدث الفرقة والاختلاف. والابتعاد عن العلماء الراسخين في العلم وترك التلقي عنهم والاقتداء بهم، والاعتياض عنهم بدعاة السوء والضلال، يضاف إلى ذلك التعالم والغرور عند هؤلاء الغلاة مع أن حدهم لا يعرف بدهيات العلم الشرعي وأصول الأحكام وقواعد الدين ومقاصد الإسلام. وكذلك التشدد في الأحكام وتطبيقها، والتزام جانب الشدة والقسوة في عملها والقيام بها، ويزيد فيها على ما بينه الشرع الحكيم، ويخترع وسائل جديدة للعبادة لم يرد لها أصل في كتاب ولا سنة.

وأردف البدر إلى أن من أسباب الغلو والتطرف وسائل الإعلام المغرضة، التي تسعى إلى التفريق بين المؤمنين وإبعادهم عن دينهم، مما أوقع بعض الشباب في الأحكام والتصرفات الجائرة والخاطئة، التي لا تليق تجاه علمائهم وحكامهم، فالإعلام في العصر الحديث صار في الغالب مطية الشيطان إلى كل فتنة وضلالة وبدعة ورذيلة، داعيًا إلى الضلالة ونشر البدعة والزندقة وترويج الرّذيلة والفساد، وهتك الفضيلة، وحرب التدين وأهله، وبالمقابل فإن إسهام الإعلام في نشر الحق والفضيلة قليل وباهت جدًا، ولا شك أن هذا الوضع منكر عظيم، وإذا اقترن بذلك قلة العلم والحلم والصبر والحكمة، وغياب التوجيه الشرعي السليم، أدَّى ذلك بالضرورة إلى الصَّلف والقسوة في الأحكام والتعامل، وإلى الإحباط والتشاؤم واليأس عند بعضهم، فيندفع إلى التغيير بعنف وتهور، ويسلك مسالك الغلاة والمتطرفين في مناهجهم وطرائقهم.

وأشار البدر إلى أن للغلو والتطرف مفاسد كثيرة وآثارًا سيئة كالابتداع في الدين؛ لأنه تجاوز وزيادة في تطبيق الدين والتزام أحكامه. والغلو كان سببًا رئيسًا في هلاك الأمم السابقة. من وقع في الغلو فقد شابه اليهود والنصارى في ضلالهم وتنطعهم في الدين، وما نتج عن ذلك من الكذب والافتراء على الله تعالى. كما أنه يخالف ما بنيت عليه الشريعة الإسلامية من السماحة والتيسير، وما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم من الرحمة والهداية للناس عامة. فيه مشقة على النفس ومخالفة لطبيعتها، كما أن فيه تنفيرًا من الدين وبغضًا له عند الناس، والدين بخلاف ذلك ولله الحمد، فالله قد أكمله وأتم به النعمة ورضيه لنا دينًا.

وأضاف البدر أن من وسائل العلاج المناسب لهذه الظاهرة الوضوح والشفافية والصراحة في طرح هذه القضية ومناقشتها بموضوعية، بذكر أسبابها والبحث الجاد عن علاجها. بالإضافة إلى أهمية استقراء شبهات الغلاة ودعاويهم وحججهم أو الأمور الملتبسة عليهم، ثم الرد عليها بالحجة والدليل الشرعي والعقلي، والحوار الهادئ معهم لإقناعهم. وكذلك إنشاء المراكز والجمعيات المتخصصة التي تعنى بهذه الأمور، يكون فيها باحثون متفرغون متخصصون لدراسة هذه الظاهرة، وتوفر لهم جميع الإمكانات التي تعينهم على أداء عملهم والقيام برسالتهم. استنهاض همم العلماء والدعاة والمربين لعلاج هذه الظاهرة، وبذل المزيد من الجهود سواء في الحوار معهم أو التأليف أو إلقاء الدروس وغير ذلك.

وكالات-