دعوة » مواقف

مثقفون سعوديون يحذرون من تنامي ظاهرة الإلحاد في المملكة

في 2017/04/22

لم يعد الكثير من المثقفين والكتاب السعوديون يخفون مخاوفهم من انتشار وتنامي ظاهرة الإلحاد في أوساط الشباب بشكل خاص، وسط توقعات بارتفاع نسبة التوجه الإلحادي في المملكة، بالرغم من غياب الإحصائيات الرسمية.

ويحاول مثقفون في السعودية، وضع أيديهم على أسباب تنامي الظاهرة، ومعالجتها قبل استفحالها، حيث يؤكد الكاتب السعودي، «علي سعد موسى»، على أن الملحدين في المملكة «موجودون ويتكاثرون ويتزايدون، وأكثر من هذا تتحدث بعض الدراسات عن أنهم من أعلى الأرقام في النمو النسبي».

ولا توجد أرقام رسمية لعدد المُلحدين في السعودية، ويختلف الدعاة في تعريف الإلحاد ودرجاته، في ظل عدم وجود ضابط رسمي أو تعريف موحد للظاهرة، وقد يصل الأمر ببعضهم إلى اتهام أشخاص بالإلحاد لمجرد استماعهم إلى الموسيقى، أو عدم قيامهم بصلاة الفجر.

ثقافة قاصرة

ويرى «موسى» في مقال نشرته صحيفة «الوطن» المحلية، الأربعاء الماضي، تحت عنوان «هل بيننا ملحدون؟» أن الكثير من الشباب السعودي وصل إلى الإلحاد بسبب قراءاتهم القاصرة، التي وصفها بأنها «نصف قراءة ونصف علم».

ويُضيف الكاتب، إن «مشكلة العقل الهجين غير الناضج أنه يلجأ للتبرير البسيط الساذج في تفسير ظواهر الانحراف والتطرف إلى اليمين أو اليسار».

وتنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حسابات وأسماء وهمية تشهر إلحادها، وتدعي أنها «تعود إلى مواطنين سعوديين، لا يعلنون أسماءهم الصريحة مخافة الملاحقة، والمحاكمة بتهمة الردّة».

وتشير شريحة من الكُتاب السعوديين، إلى أن الكثير من الحسابات الإلكترونية الإلحادية «تستهدف التأثير في الشباب واستفزاز السعوديين باستثارة غيرتهم على الله عزّ وجلّ».

ردود فعل انتقامية

في حين يرى بعض السعوديين، أن الإلحاد في المملكة، لم يرقَ إلى كونه ظاهرة، بل يقف عند حدوده الطبيعية، كالدول الأخرى، معتبرين أن عدد الملحدين في السعودية لا يُذكر بالمقارنة مع ملايين السعوديين المحافظين.

وتؤكد الكاتبة السعودية، «عزة السبيعي»، في تصريح خاص لـ«إرم نيوز»، على «أنه من الصعب اعتبار الإلحاد ظاهرة في المملكة، في ظل غياب دراسات وإحصائيات حقيقية».

وتقول «السبيعي»، وهي باحثة دكتوراه في جامعة «ريدج» البريطانية، إن هناك خلطًا بين أن يكون الإنسان لا دينيًّا؛ وهي ظاهرة عالمية، وبعض الدراسات تؤكد وصول عدد المُنتمين لها إلى مليار ونصف المليار، وبين الإلحاد فالشخص أللا ديني يُؤْمِن بالله لكنه لا ينتمي إلى دين معين».

وتضيف: «بالنسبة إلى السعودية، طبيعة المجتمع وقلة الدراسات لا تُمكننا من رصد وجود الإلحاد، فضلًا عن اعتباره ظاهرة، لكننا نلمس ظهور بعض من يُصرح على وسائل التواصل الاجتماعي دون إظهار اسمه وعمره، ما يرجح أن ذلك ربما يكون مجرّد ردّات فعل غاضبة من فئات عمرية غالبًا ما تصدر منها مثل هذه التصرفات، التي لا تعدو أن تكون سوى انتقامية من ضغوط معينة».

وتطالب الكاتبة الجامعات والمراكز البحثية بإظهار حجم أو وجود هذه الظاهرة من عدمها في المجتمع السعودي.

الإلحاد في الخارج

ويثير إعلان بعض الشباب والشابات السعوديين عن إلحادهم في عواصم غربية، الكثير من الجدل وغضب وامتعاض شريحة من المثقفين السعوديين، وحيرة مواطنين من انتشار تلك الظاهرة الواسع على شبكات التواصل الاجتماعي.

وسبق أن أكد الكاتب السعودي، «فايز الشهري»، على أن بعض الشباب والفتيات ممن أعلنوا الإلحاد في عواصم غربية، جاء موقفهم «كوسيلة سريعة للحصول على اللجوء والإقامة».

وأضاف أنه «في حالات ربما كان للدور الأسري أثر سلبي جراء العنف والتطرف في التربية، وأحيانًا الانفلات والفوضى داخل البيت، إحداهن أعلنت إلحادها وهي تشتم كل مقدس، وقيمة اجتماعية، ثم عرفت ممن يعرف سيرتها أنها عاشت أوضاعًا أسرية مأساوية من التهتك الأخلاقي والانحراف، فكانت ردة فعلها بذات المستوى والنتيجة».

يُذكر إن معهد «غالوب» الدولي، ومقره زيوريخ، سبق أن نشر دراسة عام 2014؛ قال فيها إن نسبة الإلحاد في السعودية تتراوح ما بين 5 إلى 9% من مجموع عدد سكان المملكة التي يبلغ عدد مواطنيها نحو 21 مليونًا، لكن كثير من التقارير شككت في نتائج الدراسة.

إرم نيوز -