تعقيبا على ما نشرته الرياض يوم الخميس 23 رجب 1438هـ بصفحة تحقيقات وتقارير تحت عنوان الوقت بين الأذان والإقامة طويل.. يسّروا وراعوا المصالح! والذى عرضت فيه آراء لبعض المواطنين ورأى البعض منهم أن الوقت بين الأذان والإقامة طويل، ويعطل مصالح الناس مطالبين بأن تكون الصلاة في بعض المواقع بعد الأذان مباشرة لاسيما المواقع التي فيها صيدليات، ومحطات وقود على الطرق السريعة، والمحال التي تتطلب أن تكون مفتوحة وسط النهار. وحقيقة أن كل من تحدث عن هذا الموضوع وتضايق من طول الوقت بين الأذان والإقامة سواء فى الأسواق أوعلى الطرقات الخارجية أو بمساجد الأحياء كل هؤلاء لم يتحدثوا بواقعية وإن كانت أقوالهم متباينة غير أن الشيخ حميدان الجهني قال الحقيقة التي لا مراء فيها فما قاله: إن المقصد من وجود وقت بين الأذان والإقامة هو الاستعداد للصلاة بالوضوء والتوجه للمسجد، وهذا يحتاج إلى وقت لأن الناس لا يستعدون للصلاة إلا بعد سماع الأذان، وهذا لايعطل مصالح الناس كما يدعيه البعض، ووقت لأداء السنة القبلية، ولكن تكمن المشكلة في تساهل الناس في الصلاة، وعدم تجهزهم لها قبل دخول الوقت إلى آخر ما قاله (لا فض فوك يا أيها الشيخ) أما أنا فأقول نعم وجود وقت كاف بين الأذان والإقامة ضرورة حتمية ليتمكن الناس من الوضوء وأداء السنن القبلية بل وتلاوة آيات من القرآن الذي يقل من يتلوه بغير هذه الوقت (وقت انتظار إقامة الصلاة) وهذا مهم جدا والقرآن هو حبل الله المتين يجب ألا يغفل عن تلاوته أي عاقل لما فيه من الخير والثواب علما أن كل ما ذكر عن الأسواق والمحطات والصيدليات وقت إغلاقها لم ولن يترتب عليه أي مضار للإنسان فالمحطات غالبا ما تقام بمساجدها الصلوات خلال خمس دقائق بعد الأذان أما الصيدليات فأتحدى أي إنسان أن يقول هناك ضرر على المرضى من طول توقفها عن العمل لأن الأمر يقتصر على صرف علاج سيتناوله بعد الأكل القادم والمتضرر سيأخذ علاجه مباشرة ويستعمله داخل المصح أيا كان والشيء المؤلم تلك الدعوات غير الهادفة لاختصار الوقت بين الأذان والإقامة أو الدعوة إلى عدم قفل الصيدليات أو المحطات في أوقات الصلوات بدعوى تعطيل الناس يا سبحان الله الخمس والعشر دقائق هل فيها تعطيل، لا والله بل فيها خير كثير فهي تمنح الناس وقتا كافيا للوضوء خاصة فى الأماكن المزدحمة كمجمعات الأسواق وتمنح الناس فرصة لتلاوة كتاب الله وفيه عظيم الأجر، وعلى المنادين باختصار الوقت بين الأذان والإقامة تقوى الله وتحسين النية وإعطاء الصلوات أهمية وحرصا في التهيؤ لها في وقت كاف فهي رأس مال المسلم إن قبلت قبل سائر عمله وإن ردت رد سائر عمله.
صالح العبدالرحمن التويجرى- الرياض السعودية-