دعوة » مواقف

إخوان السعودية.. أين أنتم؟! سمّعونا صوتكم؟!

في 2017/06/13

كانوا الأكثر ضجيجا والأشد تفاعلا على المنابر ومواقع التواصل الاجتماعي.. حتى أن لا أحد يستطيع أن يجاريهم في ذلك ولا يجرؤ على انتقادهم، ليس إلا أن سيلا من متابعيهم خلفهم يقابلونك بأقذع الشتائم وأشد العبارات كيدا ولؤما، فلا قدرة لك لإقناعهم بالوثائق إن حدّث أحد مريديهم بما ليس له ونسبه لنفسه، واتضح للجميع أن نتاجه كله بُني على ذلك، ولا حيلة لك إن أكدت أن المعجزات خصها الله بالأنبياء والرسل وأن ما ذكره صاحبهم من ملائكة وخيل بيضاء تحارب في سورية ما هو إلا كذب ودجل.. فالويل لك لأنك شككت في سلوك الصالحين؟!

الآن ومع الأزمة القائمة وظهور الأدلة القاطعة الحاسمة أن الإخوان عبر قادتهم في مصر والدول العربية هم من كانوا وراء الأزمات العربية والثورات التي ذهبت بالأبرياء وقتلت المسالمين، نسألهم الأن أين أنتم؟ سمّعونا صوتكم؟ أجيبوا؟، وأسأل أولئك ممن يطلق عليهم "إخوان السعودية" أين أنتم؟!.. لماذا اختفيتم حين الأزمة مع إيران قبل وبعد حرق السفارة، لماذا غبتم عن كل القضايا الوطنية التي تهم السعودية وتفرض عليها مجابهة أعداء الخارج؟!

الحقيقة معكم أننا لم نتعلم الدرس ولم نقرأ المستقبل جيدا وإلا فإن كل المعطيات على منهجكم واضحة، لكننا تغافلنا بحسب أنهم سعوديون وقد تكون طفرة مغتر.. لكن للأسف لم يكونوا كذلك فظهروا أمامنا وهم يصعدون المنابر ويلقون الخطب في مصر خلال حكم الإخوان، وكانوا أصحاب الحظوة والضيوف الأهم لدى المخلوع مرسي.. كانوا الأكثر خروجا في القنوات والمؤتمرات في الجزيرة وغيرها، رغم أن القضية مصرية لكن الأيدولوجية موحدة ارتشفوا منها كثيرا، أين وطنيتهم الآن مع الاعترافات المتتالية التي ظهرت جليا عن القرضاوي وبصوته وصورته ومساهمتهم الفاعلة في كل التدابير القاتلة والمضرة لدول عربية كثيرة.. أجيبوا لماذا أنتم صامتون؟!

من فرط حسن نية أخذنا بظاهرهم ولم نمعن النظر في حقيقتهم، حينما كان الإخوان بالنسبة لقضايانا الكبرى كالنعامة وأسألهم الآن أين رموزهم.. لا أحد يعلم؟!.. فلم تبقَ منظمة ولا دولة وأفراد مهمون إلا أبدى رأيه استياء مما حدث إلا هم فقد اختفوا كعادتهم.. لتظهر عقيدتهم من جديد المبنية على التقية، حيث إنها من المبادئ الأساسية كي يختفي مؤقتا عن الأحداث، ولا يخوض فيها، لأنه إن فعل متعاطفا مع أيديولوجيته التي تعارض فكر المجتمع فيما يخص الخطر الذي يواجهه من الخارج سيخسر كثيرا، لذا فالتقية أمان للتفكير بالمستقبل وكيفية الخروج من الأزمة؟!

ما تكشف لنا عبر الوثائق التلفزيونية المسجلة على رموزهم في كل مكان أنهم أهل فتنة ودمار ومتوافقون في التوجه والمبادئ والأهداف مع الفكر الصفوي الإيراني المشين، ذلك الذي يهدف إلى تعكير الدول العربية وزعزعة أمنها، بل وإثارة أبنائها عليها، ومن ثم السيطرة عليها.. هذا التوافق يجعلنا نتوقف عند كثير من المبادئ المستخدمة إخوانيا، فالتقية لعبة إيرانية لا يجيدها أحد مثلها، وتعلمها الإخوان ببراعة، أما التنظيمية فأشد ما نخشاه أن الإيرانيين وجدوا فيهم شريكا مهما في تقويض الدول العربية والسيطرة عليها.

ما يهمنا بصورة خاصة كسعوديين، أن أفكارنا وتربيتنا لم تعرف هذا الفكر وأمثاله، لأنها متسامحة ولطيفة فهي تنهل من معين الإسلام الحق الذي بُعث به سيد الرسل صلى الله عليه وسلم، لا الإخوانية الحاكمية المؤسسة على الانقلاب على كل شيء عبر استراتيجيات الخلافة المزعومة التي تدعم الفتن والانقلابات، وهم الذين يدعون أنهم يؤيدون التلاقي مع كل الأطياف وهم غير صادقين ولولا هذا التطرف الفكري المنطلق منهم المناهض للدول وشعوبها، ما وصل عالمنا العربي إلى هذه الحالة المزرية التي بلغها من فشل وتأخر وحروب وفتن وفساد وضحايا بعشرات الألوف.. ولما بلغت العدائية والتنافر فيما بين الأوطان حد الاقتتال وقيام أطراف انقادت للإخوان للعمل على تقويض الآخرين.

ما نختم به أن يحفظ ربنا لنا ديننا وأمننا ومقدساتنا وولاتنا ومقدراتنا ووطننا بمن فيه من كل صاحب فكر ضال منحرف.

مساعد العصيمي- الرياض السعودية-