دعوة » مواقف

ناشطون: «العريفي» و«العودة».. «الرجال مواقف» عند الاعتقال

في 2017/09/16

تويتر-

قارن ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بين موقف الداعية السعودي البارز «سلمان العودة» من محنة «محمد العريفي» عندما تعرض للاعتقال مرتين عامي 2013 و2014، وموقف الأخير من اعتقال «العودة» قبل أيام.

فعندما تعرض «العريفي» للاعتقال في 21 يوليو/تموز 2013، بسبب تعاطفه مع «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب ديموقراطيا في تاريخ مصر، في مواجهة الانقلاب العسكري عليه، حسب ناشطين، أعرب «العودة» عن تضامنه مع «العريفي»، واقتبس أبيات شعرية يحث فيه الأخير على الثبات في محنته، وللتأكيد على أنها لن تنال من رجولته.

فعبر صفحته على «تويتر»، كتب «العودة»، في 22 يوليو/تموز 2013، يقول: «أقول لصديقي محمد العريفي: قالوا حبست فقلت ليس بظائر (بضائر) حبسي.. وأي مهند لا يغمد؟».

وفي هذا البيت يشبه الشاعر «علي بن الجهم» المأسور بحالة السيف؛ فدخوله للسجن كدخول السيف إلى غمده، وكما أن الغمد لا يقدح بمضاء السيف وحدته، فإن السجن لا ينال منه، ولا يقدح في رجولته.

 

 

كما كان «العودة» أول من كشف مبتهجا عن نبأ الإفراج عن «العريفي»؛ إذ كتب يقول عبر تغريدة في وقت لاحق من يوم 22 يوليو/تموز: «الحمد لله تم الإفراج عن الصديقين محمد العريفي ومحسن العواجي قبل ساعة».

 

 

وفي 28 أكتوبر/تشرين الأول 2014، أكد «العودة» أنباء اعتقال «العريفي»، آنذاك، بعد أن ظل متواريا عن الأنظار لعدة أسابيع؛ حيث قال في تغريدة له: «اللهم اكتب له فرجاً عاجلاً ورده لأهله ومحبيه، واجعل ماأصابه رفعة وأجراً، والحمد لله على كل حال».

 

 

وآنذاك، قال ناشطون إن اعتقال العريفي جاء إثر في انتقاده في تغريدة واحدة أثناء أدائه فريضة الحج قطار المشاعر قائلا «قطار المشاعر السنة أسوأ من العام، شكاوى الحجاج كثرت، عدم انضباط مواعيد، توقف متكرر بلا سبب ، اهمال ترتيب الحشود ،تعطل المصاعد والسلالم الكهربائية».

في المقابل، لم يصدر عن «العريفي» أي تصريح يعبر فيه عن تضامنه مع «العودة» في محنته الحالية.

والأسوأ من ذلك، أن «العريفي» أعرب عن دعمه لحملة الاعتقالات التي تشنها السلطات السعودية منذ الأحد الماضي، والتي طالت قرابة 40 من الدعاة والأكاديميين والكتاب والباحثين والمغردين والشعراء.

فعندما تطرقت «وكالة الأنباء السعودية» (واس)، ضمنيا، لحملة الاعتقالات تلك، عبر منشور يوم 12 سبتمبر/أيلول، خرج «العريفي» ليعلق على ذلك قائلا في تغريدة عبر «تويتر»: «اللهم أدِم علينا أمننا وإيماننا واحفظنا من كل سوء وبليّة ووفق ولاة أمرنا لكل خير».

 

 

وقالت «واس»، عبر منشورها المذكور، إن «رئاسة أمن الدولة»، الوكالة الجديدة لمكافحة الإرهاب في البلاد، «رصدت أنشطة استخباراتية لمجموعة من الأشخاص لصالح جهات خارجية ضد أمن المملكة ومصالحها ومنهجها ومقدراتها وسلمها الاجتماعي بهدف إثارة الفتنة والمساس باللحمة الوطنية»، وألقت القبض على عدد منهم، بينهم سعوديون وأجانب.

ناشطون على موقع «فيسبوك» استنكروا موقف «العريفي» من «العودة»، لافتين إلى أن «الرجال مواقف».

إذ قال حساب «Suhair Assaf»: «ما أوجعه من موقف وما أعدله! بالنهاية الرجال مواقف».

بينما قال حساب « Ruba Fathi Abu Hameeda»: «هو (أي: العريفي) بعد ما طلع من السجن...صار أنا ومن بعدي الطوفان.. امشي الحيط الحيط واحكي يا رب الستر».

أما حساب «الفراشة البيضاء» فعلق قائلا: «أصبح العريفي الآن للدعاية والإعلان».

ومنذ الأحد الماضي، تشهد السعودية حملة اعتقالات طالت العديد من الدعاة والعلماء والكتاب والباحثين والشعراء والمغردين، حسب مصادر مطلعة لـ«الخليج الجديد»، ومصادر حقوقية، وناشطين.

إذ تأكد، وفق تلك المصادر، اعتقال السلطات السعودية قرابة 40 شخصا بينهم دعاة بارزون هم: «سلمان العودة» و«عوض القرني»، و«يوسف الأحمد»، و«إبراهيم الفارس»، و«إبراهيم الناصر»، و«محمد الهبدان»، و«غرم البيشي»، و«محمد بن عبدالعزيز الخضيري» و«علي العمري»، «محمد موسى الشريف»، و«إبراهيم الحارثي»، و«حسن فرحان المالكي»، و«خالد العجيمي»، و«عبد المحسن الأحمد»، «وليد الهويريني»، و«ناصر العمر», و«علي بادحدح»، و«خالد الشنار»، و«عادل باناعمة»، «عبدالله السويلم»، «مساعد حمد الكثيري»، «الشيخ ابراهيم هائل اليماني».

كما شملت قائمة المعتقلين الأكاديمي «فهد السنيدي»، و«عبدالعزيز آل عبداللطيف» أستاذ العقيدة، والأكاديمي والروائي «مصطفى الحسن»، والشاعر «زياد بن نحيت»، الذي اشتُهر  بمدحه لولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، والباحث الاقتصادي «عصام الزامل»، والباحث في الشريعة «عبدالله المالكي»، و«خالد بن فهد العودة» شقيق الداعية «سلمان العودة»، والإعلامي «خالد المهاوش»، والقارئ «إدريس أبكر»، والمنشد «ربيع حافظ»، والمغرد «البناخي».

أيضا، طالت الاعتقالات نساء من بينهن: الداعية «رقية المحارب»، والكاتبة «نورة السعد»، والأكاديمية عضو مجلس الأمناء في مركز الحوار الوطني «نوال بنت عبدالعزيز العيد».

وحسب مراقبين، هناك عدة أسباب للحملة التي تشنها السلطات السعودية على الدعاة والمفكرين السعوديين، أبرزها رفض كثير من هؤلاء توجيهات من الديوان الملكي بمهاجمة قطر، والثاني رغبة ولي العهد «محمد بن سلمان» في عدم وجود أي معارضة داخلية لخطوة تنصيبه ملكا التي يجرى الترتيب لها على قدم وثاق.