دعوة » مواقف

تفكيك «الصحوة».. الانعتاق من الظلام نحو سماحة الإسلام

في 2017/10/04

عماد المديفر- الجزيرة السعودية-

عمد تنظيم الإخوان المسلمين.. تنظيم الشيطان الذي أيس أن يعبده الناس في جزيرة العرب، عمد إلى توظيف الدين.. والدخول إلى المسلمين باسم الإسلام، والسعي - بكل خبث ودهاء، وبشكل مخطط له ومدروس جيدًا، ومن خلال سلسلة عمليات مستمرة ومترابطة ومتوازية طوال العقود الأربعة أو الخمسة الماضية، التي تسمى كذبًا وزورًا بفترة الصحوة الإسلامية- إلى اختطاف مفاهيم «الدين» و«التدين» و«المتدينين»؛ ليصبح دعاة الفكر الإخواني - أو من يسمون أنفسهم بـ«الإسلاميين» كقناع يختبئون خلفه ليخفوا كنههم ووجههم «الإخواني» البشع - إنهم هم من يمثلون «الدين»، وأفكارهم المغالية المتنطعة المريضة هي التي تمثل «الإسلام»..! أما ما سواهم فهم «غير إسلاميين».. من أهل الضلال والجاهلية والفسق والانحراف!.. عامدين بذلك إلى استلاب الوعي المجتمعي لدى الأمتين العربية والإسلامية بالعموم، وفِي بلادنا خاصة - كونها الهدف الرئيس.. والجائزة الكبرى- مستهدفين تضليل وعي الجماهير، وتشويه مفاهيم عديدة كـ«الدين» و«التدين» في عقلها الباطن الجمعي، ومن ذلك ترديد ثنائيات، وترسيخها كمترادفات لتبدو كما لو كانت بديهية: «الدين.. الإخوان»، «التدين.. الإخوان»، «الإسلام.. الإخوان».. وبالتالي «العداء للإخوان.. عداء للدين»، و»محاربة الإخوان.. محاربة للتدين»، «إنهم لا يُعادون الإخوان.. ولكنهم يُعادون الإسلام»، «إنهم لا يحاربون الإرهاب.. ولكنهم يحاربون المتدينين»!

وبهذا رسخوا في ذهنية العوام من الجهلة أن ما يتبناه تيار «الإخوان المسلمين» ورموزهم هو «الإسلام».. وأن «الإسلام» هو «فكر الإخوان المسلمين»، وأن ما يقوله أو يروجه دعاة الإخوان ورموزهم ومن تستروا بقناع «الإسلاميين».. ينبغي أن يقبله كل «متدين» محب «للدين»، ومقتضى ذلك أنه لا يكرهه أو يلفظه أو ينتقده إلا من كان «غير متدين» أو «معادٍ للدين»!! وبالتالي فإن من يرفض ما يقوله «دعاة الإخوان» فإنما هو «متصهين»، «تغريبي»، «علماني»، «جامي»، «ليبرالي»، «فاسق»، «محارب لله ولرسوله»! وهذه مصطلحات سمعناها ونسمعها بكثرة من حركيي تنظيم الإخوان المسلمين.. يطلقونها على كل من أراد كشف تضليلهم وتزمتهم وتعصبهم وتطرفهم الذي هو في الواقع ليس من الدين ولا من الإسلام الذي هو دين المحبة والرحمة والوسطية والتسامح.

وبذلك أصبح مع الوقت لدى فئام ليست بالقليلة من العوام أن «الإخوان» وفكر «الإخوان» ودعاة الإخوان و«علماء الإخوان» هم من يمثلون الدين! حتى دون أن يعرف أو يشعر هذا العامي أو ذاك بأن هؤلاء «الدعاة» الذين تصدر عديد منهم المشهد الدعوي على حين غرة.. ولعقود مضت، ليسوا سوى كوادر في تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي على اختلاف تفريعاته، «سرورية» كانت أو «بنائية» أو حتى تابع لجماعة التبليغ.. ويتجلى ذلك مثلاً في ترديدهم لمصطلح «الإسلاميين» الخطير جدًا والمشار إليه آنفًا، الذي اخترعه عتاولة البنائيين، وما أنزل الله به من سلطان، ثم ليتبناه السرورية وغيرهم لينشروه بين المجتمع ليشقوا به الصف.. ويفرقوا به الجماعة.. فبعد أن كان المجتمع جماعة واحدة، أضحى جماعتين!! «إسلاميون» و«غير إسلاميين».. وهو ما يعني بمقتضاه إخراج كل من لم يدر في فلك التنظيم الدولي للإخوان المسلمين من دائرة الإسلام، واعتبارهم كفار ومرتدون.. ومعادون للإسلام والمسلمين! وأي إرهاب وتكفير واستباحة للدماء المعصومة، وإساءة للإسلام، وشق لصف المسلمين، وخدمة لأعدائه أكبر من هذا؟!

بل إن الأمر أكبر من ذلك.. وأدهى.. وأَمرّ..! إذ إن ما هدفت إليه حركة ما تسمى بـ«الصحوة الإسلامية».. وهي في حقيقتها حركة شيطانية خارجية كما تكشف لاحقًا؛ هو اختطاف دين الإسلام برمته.. بقصد تجريده من سماحته ووسطيته، وبث روح التعصب والتطرف والغُلو والفرقة، وتوظيفه سياسيًا لتثوير المجتمعات، وزراعة الإرهاب الإسلاموي- الذي يوظف ما تم بثه من مفاهيم دينية متزمتة مغلوطة طوال فترة «الصحوة» للتغرير بعناصر المجتمعات التي سايرتهم على الأرض، وليصبح ثلة من المغرر بهم من العوام جاهزين للقيام بما يليه عليهم (قادتهم) الروحيين والفكريين ممن يقدمون أنفسهم على هيئة «رجال دين» و«دعاة» و«علماء» - زعموا- وأنهم هم «ورثة الأنبياء» وتجب طاعتهم!! وهم الذين لا يتحدثون ولا يأمرون إلا بما يرضي الله.. ليُقدم هؤلاء المغرر بهم من المساكين والجهلة الذين صدقوهم عن طيب نية وحسن قصد.. ومحبة للدين.. وإخلاص لله.. يُقدمون على أعمال إرهابية باسم الدين! ومقدمين أغلى التضحيات فيما يرونه تنفيذًا لأوامر إلهية!! وبذلك يخلقون الحروب الداخلية والأهلية والطائفية.. وينشرون الفتن.. ما ظهر منها وما بطن..!

نقول لهم بأعلى صوتنا: كفى.. فقد علمناكم.. وخبرنا «صحوتكم» البدعية.. ودعاتكم الخوارج المتسترون.. المتلونون.. الذين هم دعاة على أبواب جهنم.. وكشفنا خططكم الشيطانية.. وسوف لن نسمح لكم باختطاف مجتمعاتنا وسماحة ديننا.. وسنعيد الحياة من جديد.. فقد «ولى زمن تلك الحقبة» السوداء.. التي ولدت لنا دولة ولاية الفقيه في طهران.. وسوف لن نسمح لدولة «ولاية المرشد» أن تقوم لها قائمة على امتداد عالمنا العربي والإسلامي.