الخليج أونلاين-
لا يختلف اثنان ممن يتابعون الأخبار القادمة من السعودية، على أن التحالف بين الدولة والتيار الديني الذي بدأ منذ أن تأسست المملكة قبل 86 عاماً، يمر بمنعطف تاريخي، انتهى بفصل آلاف الأئمة وزجّ مشايخ في السجون.
ففي وقت كان انتقاد التيار الديني خجولاً ومحصوراً على الشخصيات "الليبرالية" وكانت الدولة حائط الصد المنيع في وجه منتقديه، بات اليوم منتقدوه مسؤولين بارزين.
وبما أن الدولة السعودية دولةٌ تغيب فيها كثير من معالم الدولة المدنية الحديثة، فقد كان التحالف مع المؤسسة الدينية هو الصيغة التاريخية الوحيدة لحفظ الاستقرار السياسي.
وتعتبر المؤسسة الدينية بالمملكة طرفاً في الحكم، لها قوتها وهيبتها داخل الدولة السعودية، حيث إن أفراد الأسرة الحاكمة كثيراً ما ينأون عن مواجهتها ودخول الصراعات معها.
لكن ومع صعود الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود إلى المراتب الثلاث الأولى بمؤسسة الحكم السعودي في عام 2015، بدأ التحول الحقيقي عن المؤسسة الدينية، لا سيما مع إعلان إطلاق رؤية 2030 التنموية، التي قال ابن سلمان نفسه: إنها "ستجعل من السعودية دولة على النمط الحديث".
نتائج النمط الحديث أفضت مؤخراً إلى أمر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، أواخر الشهر الماضي، بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وجرت مساعٍ من قِبل مجلس الشورى السعودي، في سبتمبر الماضي، لضم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى وزارة الشؤون الدينية وإنهاء استقلالها، لكن هذه المحاولة فشلت؛ لرفض أغلبية المجلس الخطوة، علماً أن الهيئة تتعرض لانتقادات دائمة وتُتهم بمضايقة العامة.
- حملة على الأئمة
وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، من جهته، أعلن أن سلطات بلاده فصلت عدة آلاف من الأئمة من العمل في المساجد بعد ثبوت نشرهم التطرف.
وذكرت صحيفة "عكاظ" أن الجبير قال، في مقابلة مع قناة "روسيا 24" التلفزيونية، الأحد 8 أكتوبر 2017: "لن نسمح بنشر أيديولوجية الكراهية، ولا بتمويل ذلك النوع من الفكر".
وشدد رئيس الدبلوماسية السعودية على القول: إن "مقاربتنا لتلك المشكلة صارمة جداً: أن نحدِّث نظامنا التعليمي لنضمن استبعاد أي إمكان لإساءة تفسير النصوص".
جاء ذلك بعد أقل من شهر على اعتقالات أخرى طالت جميع التوجّهات السياسية والفكرية، ولم تقتصر على فئة أو توجه محدد، ومن بين المعتقلين الداعية سلمان العودة، وعوض القرني، وكلاهما مستقلّ عن المؤسسة الدينية الرسمية، وكذلك الشاعر زياد بن حجاب بن نحيت، والكاتب مصطفى الحسن، ورجل الأعمال عصام الزامل.
وأقرت السلطات، بعد أسابيع من الأنباء والتقارير، بحملة الاعتقالات الواسعة تلك، كاشفةً على لسان وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن سبب حملة الاعتقالات التي طالت عدداً من الشخصيات الدعوية الشهيرة.
الجبير قال، في حوار مع وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية، الخميس 21 سبتمبر، إن الاعتقالات جاءت لإحباط "خطة متطرّفة" كان هؤلاء الأشخاص يعملون على تنفيذها، بعد تلقيهم تمويلات مالية من دول أجنبية.
وصرّح وزير الخارجية السعودي خلال اللقاء، قائلاً: "وجدنا أن عدداً منهم كانوا يعملون مع دول أجنبية، ويتلقّون تمويلاً من أجل زعزعة استقرار السعودية"، مضيفاً: "عندما تنتهي التحقيقات سنكشف الحقيقة كاملة".
#الحجري_النساء_بربع_عقل
— . (@wad_almtyr) September 21, 2017
المشكلةُ ببعض رجالِ الدين الذي يُفسِّرون الدينَ على هواهم
ويستخدموَ الدين غطاء لتنفيذ مآربهم الدنيئة
ماكانت المرأه ناقصةُ عقل
— علي الشملاني (@740Mr) September 21, 2017
فـ الله سبحانه ماخلق شيئاً ناقصا
(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم)
الإنسان: المرأه والرجل
#الحجري_النساء_بربع_عقل
#الحجري_النساء_بربع_عقل
— تركي الحمد T. Hamad (@TurkiHAlhamad1) September 20, 2017
اجل مدام كوري والملكة اليزابيث الأولى وانديرا غاندي ومارغريت تاتشر وغادة المطيري والشميمري،كلهم بربع عقل؟..اين عقلي.
#الحجري_النساء_بربع_عقل ما أصعب هذا؟!!!
— د. عبدالرحمن المحسني (@damad_3) September 21, 2017
حينما ينظر الطفل لأمه وأخته وهي أمامه بربع عقل!
متى نعي خطورة الكلمة!
كما وجَّه مغردون سعوديون سهام انتقادهم للداعية ناصر العمر، وعلى رأسهم الفنان ناصر القصبي، بعد أن أعاد التغريد بمقطع مصور لـ"العمر" يروي فيه قصة "طفلة كانت تلبس القصير فأثارت شهوة أحد الرجال، وكيف تاب بعد ذلك".
وقال القصبي: "صدّعوا رؤوسنا طوال 30 سنة بهالقصص المفبركة البلهاء الساذجة الركيكة، والتي تفيض بفكر جنسي شاذ ومريض. إهانةٌ لعقولنا تصديقُ مثل هذا الهراء".
صدعوا رؤوسنا طوال ٣٠ سنه بهالقصص المفبركه البلهاء الساذجه الركيكه والتي تفيض بفكر جنسي شاذ و مريض . أهانه لعقولنا تصديق مثل هذا الهراء https://t.co/r6VKuu3M4l
— ناصر القصبي (@algassabinasser) September 18, 2017
وفي ظل هذه الظروف، هل باتت السعودية الدينية تعيش أيامها الأخيرة، قبل الانتقال إلى ركب ما توصف بـ"الحداثة"، خاصة أن التيار الديني السعودي، وفق مراقبين، فتح الباب على مصراعيه لانتقادات اجتماعية بسبب سلوكهم، لكن يبدو أن حائط الصد الحكومي في وجه هذه الانتقادات بات على شفير الزوال؟