الخليج أونلاين-
يبدو أن الرعب قد فعل فعله بصداقة الداعية السعودي سلمان العودة مع مواطنه عائض القرني؛ إذ لم يعلق القرني على اعتقال العودة المستمر منذ أشهر، بل إنه دعا لـ"ولاة الأمر" بالتوفيق.
ورغم "رفقة الدعوة" التي جمعت الرجلين منذ عقود، فإن ذلك لم يمنع القرني من إعلان تأييده حملة الاعتقالات التي قالت السلطات السعودية إنها جرت بحق "خلايا استخباراتية".
وفي سبتمبر الماضي، اعتقلت السلطات السعودية عدداً من الدعاة والعلماء في المملكة؛ بينهم سلمان العودة، وعلي العمري، وعوض القرني، بتهمة التخابر مع أجهزة أجنبية.
وبعد نحو أسبوعين من الحملة، قال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، إن الاعتقالات جاءت لـ"إحباط خطة متطرّفة" كان هؤلاء الأشخاص يعملون على تنفيذها، بعد تلقيهم تمويلات مالية من دول أجنبية.
وأضاف، في حوار مع وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية: "وجدنا أن عدداً منهم كانوا يعملون مع دول أجنبية، ويتلقّون تمويلاً من أجل زعزعة استقرار السعودية"، مضيفاً: "عندما تنتهي التحقيقات سنكشف الحقيقة كاملة".
- تأييد الاعتقال
وسبق أن اجتمع الشيخان في البرنامج الشهير "سواعد الإخاء"، وتحدث كل منهما خلال البرنامج عن قوة علاقتهما ومتانتها، إلا أن ذلك لم يمنع القرني من إعلان تأييده حملة الاعتقالات التي طالت صديقه ورفيق دربه.
وكتب القرني على حسابه في "تويتر": "اللهم إنا نسألك الأمن والإيمان، واحفظ وطننا من كل شر، ووفق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، قولوا آمين". وقد حرص القرني على عدم استخدام وسم #اعتقال_الشيخ_سلمان_العودة، والذي كان متصدراً في المملكة آنذاك.
ولاحقاً نشر القرني صورة تجمعه بولي العهد السعودي؛ وذلك رداً على أنباء تواترت بشأن منعه من السفر خارج البلاد، ضمن قائمة تضم 26 شخصاً.
ويعتبر العودة والقرني من أبرز الدعاة السعوديين على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ يتابع حسابيهما على موقع "تويتر" أكثر من 33 مليوناً (العودة 14.6 مليوناً - القرني 18.5 مليوناً).
وخلال الأيام القليلة الماضية حفلت مواقع التواصل بصور ومقاطع فيديو تجمع العودة والقرني، في كثير من المناسبات الدعوية وغير الدعوية.
وكان متابعو الرجلين يتوقعون دعماً كبيراً من القرني لرفيقه في أزمته الأخيرة، على غرار ما حدث عندما فقد العودة زوجته وبعض أبنائه في حادث سير العام الماضي.
وأعادت صفحة الداعية سلمان العودة على إنستغرام نشر مقطع مصور يتحدث فيه العودة عن صداقته القوية مع القرني، ومعرفتهما التي تعود لـ33 عاماً مضت.
لكن، وبعد أربعة أشهر من اعتقال العودة، ما يزال رفيق دربه (القرني) صامتاً؛ ولم يتخذ أي موقف، معلن، لمصلحة رفيقه رغم النفوذ الكبير الذي يتمتع به في البلاد.
- استنكار
واستنكرت هيئات حقوقية سعودية ودولية وشخصيات عامة حملة الاعتقالات، ودعت إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين.
والأربعاء 3 يناير 2018، دعا خمسة خبراء مستقلين يعملون لدى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إلى الإفراج عن عشرات الناشطين الحقوقيين والدعاة الذين تعتقلهم الرياض منذ سبتمبر 2017، ومن بينهم العودة الذي يصفونه بـ"الرجل الإصلاحي".
وسبق أن استنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في سبتمبر الماضي، اعتقال العودة، وقال في بيان له إن الشيخ "العودة عضو بمجلس أمناء الاتحاد، ويُشهد له بجهوده في مجال الدعوة الإسلامية، وهي جهود مباركة موسومة بالوسطية التي ينتهجها الاتحاد".
وتأتي حملة الاعتقالات، على ما يبدو، ضمن خطة الإصلاح التي يتبناها ويروج لها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، كما قيل إنها شملت من لم يدعموا الحصار الذي قادته المملكة ضد قطر في يونيو الماضي.
وعزا كثيرون اعتقال العودة إلى تغريدة كتبها في الـ9 من سبتمبر 2017، تعليقاً على اتصال جرى يومها بين أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وولي العهد السعودي، في مسعى لحل الأزمة الخليجية عبر الحوار.
وأكد حساب "مجتهد" الشهير على تويتر أن المملكة اعتقلت الشيخين (سلمان العودة وعوض القرني) بعدما رفضا الإدلاء بتصريحات ضد قطر.