دعوة » مواقف

تعاطف سعودي نادر مع الهولوكوست.. هل لهذا علاقة بالتطبيع؟

في 2018/01/27

نيوزويك-

قال وزير العدل السعودي السابق «محمد العيسى» - أمين عام رابطة العالم الإسلامي - في رسالة إلى مدير متحف «الهولوكوست» التذكاري في واشنطن العاصمة، إن «الهولوكوست» (المحرقة) تعد من بين أسوأ الفظائع الإنسانية التي ارتكبت على الإطلاق، ولا أحد ذا عقل سليم ينكر الحادث.

وقال «العيسى» في رسالته: «إن الإسلام الحق ضد هذه الجرائم، ويعتبرها في أعلى درجات العقوبات التعسفية، وبين أسوأ الفظائع الإنسانية على الإطلاق»، وتساءل: «يتساءل المرء، من يكون عقله سليما ويقبل أو يتعاطف أو يقلل من حجم هذه الجريمة الوحشية؟».

وكانت المملكة العربية السعودية - تقليديا - قد اتخذت خطا متشددا ضد (إسرائيل)، ويعد إنكار المحرقة ومعاداة السامية أمر شائع في المملكة. وفي الآونة الأخيرة، في عام 2010، وصفت الكتب المدرسية السعودية اليهود بأنهم أحفاد القردة والخنازير. لكن رسالة «العيسى» التي كتبها قبل أسبوع من يوم ذكرى المحرقة، تعد علامة على أن العلاقات بين السعودية و(إسرائيل) في تحسن مستمر.

وقال «كريس ميسيرول» - الخبير في شؤون الشرق الأوسط في معهد بروكينغز - لـ«نيوزويك»: «إن معاداة السامية وإنكار المحرقة أمر متفشٍ في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولكن بشكل خاص في المملكة العربية السعودية. ولقد اتخذ «العيسى» خطوة جريئة نحو تحسين العلاقات بين المسلمين واليهود من خلال نشر رسالة تدين المحرقة بشكل مباشر، دون أي تحفظات».

واستمر «ميسيرول»: «المسألة الآن هي ما إذا كان السعوديون سوف يوافق عملهم أقوالهم. إنه أمر جديد تماما بالنسبة للسعوديين أن يدينوا المحرقة لدى مؤسسة مقرها في واشنطن، وهو أمر جديد بالنسبة لنظام يحكمه العديد من رجال الدين الذين ما زالوا ينكرون المحرقة، ويعبرون عن وجهات نظر معادية للسامية بشكل صارخ».

ويذكر أن السعودية و(إسرائيل) لا تحافظان على علاقات رسمية، إلا أن البعض قد أشار إلى أن العلاقات بين البلدين يتم تعزيزها سرا بهدف العمل على الحد من النفوذ الإقليمي لعدوهم المشترك، إيران. وفي ديسمبر/كانون الأول، اقترح عضو في مجلس الوزراء الإسرائيلي أن تلعب السعودية دورا رئيسيا في المساعدة على التوصل إلى اتفاق سلام في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين. واقترح مسؤولون إسرائيليون آخرون أن يقوم ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» بزيارة (إسرائيل). وقد يكون الاعتراف بالمحرقة خطوة دبلوماسية ذكية أخرى من المملكة.

وقال «هاريسون أكينس» - خبير الشرق الأوسط في مركز هوارد بيكر - إن البيان «يمثل خطوة استراتيجية في الوقت الذي تنمو فيه العلاقات الحالية بين السعودية و(إسرائيل)، ولكن قد يُنظر إليها أيضا من خلال إطار التنافس السعودي الإيراني».

وأضاف: «الدبلوماسيون السعوديون أدلوا في الماضي بتعليقات مماثلة تدين إنكار المحرقة في مواجهة الحكومة الإيرانية التي تنكر المحرقة بشكل روتيني، واعترافا بالمحرقة كواقعة تاريخية، قد تكون وسيلة ناجحة لتمييز المملكة - في نظر الدول الغربية - عن الجهات الفاعلة الأخرى في الشرق الأوسط مثل إيران».

وأشاد بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بالرسالة. وقال آخرون إنها ليست بالمعنى الذي تبدو عليه للوهلة الأولى.

وقال «بنيامين راد» - خبير الشرق الأوسط في جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس: «لم أكن لأقرأ كثيرا حول هذا. أولا، كان هناك إغفال متعمد لأي إشارة إلى اليهود أو الضحايا اليهود في المحرقة، وكان ذلك استراتيجيا، في رأيي».

وأضاف «راد»: «ثانيا، لا يعد حديث مسؤول سعودي واحد فقط تغيرا في الاتجاه، وسيكون من المثير للاهتمام أن نرى كيف سيتكرر هذا - إذا حدث - في الأيام المقبلة».

* تأسست رابطة العالم الإسلامي في الستينات، وتم تمويلها من قبل الحكومة السعودية منذ ذلك الحين. وهدفها المعلن هو توضيح الرسالة الحقيقية للإسلام.