الخليج الجديد-
لم تكد تمر دقائق معدودة على تغريدة أطلقها المستشار بالديوان الملكي السعودي «سعود القحطاني»، وجه فيها نقدا لاذعا لدولة قطر، بحجة دعوتها لتدويل الحرمين الشريفين، إلا وبدأت كتائبه الإلكترونية تنشط في هذا الاتجاه.
ولكن الأمر المختلف هذه المرة أن النقد سارع إليه أيضا وزراء وكتاب ومسؤولون بدول الحصار، ولم يقتصر على الجيش الإلكتروني لـ«القحطاني».
وهدد «القحطاني» المعروف بقربه من ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان»، في تغريدة على حسابه بـ«تويتر»، أمس الإثنين، باجتياح بلاده عسكريا لقطر، وقال إن «خلايا عزمي (في إشارة لوسائل إعلام قطرية) وإعلام الظل للسلطة القطرية الغاشمة تروج بشدة لما تسميه بتدويل الحرمين!».
وأضاف: «نصيحتي الشخصية كمواطن خليجي لخيال المآته: تراها إشارة من الكبار وما يحتاج جيش يتحرك ولا طيارات تحلق، 200 جيب ما توقف إلا بالوجبة (القصر الأميري القطري) ويعلقونك مع رجولك، ما هو نافعك عزمي ولا غيره».
وأرفق «القحطاني» تغريدته بمقطع فيديو لوزير الخارجية السعودي «عادل الجبير»، قال فيه إن «أي طلب بتدويل الأماكن المقدسة تعتبره السعودية بمثابة إعلان حرب وعمل عدواني، ومن حق المملكة الرد على أي طرف يعمل في هذا الاتجاه».
وعلى الفور تم تدشين وسم تحت عنوان «#إلا_الحرمين_الشريفين»، تبارى خلاله العديد من الكتاب والمغردين المحسوبين على «بن سلمان» وولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد»، في انتقاد قطر.
انتقاد لم يقف عند حد المغردين العاديين أو ما يعرفون بالجيش الإلكتروني لـ«القحطاني»، ولكنه، شمل أيضا وزراء بدول الحصار.
وقال وزير الثقافة والإعلام السعودي «عواد بن صالح العواد»، في تغريدة له: «لا ينكر الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن والعناية بالحرمين الشريفين إلا من أعماه الغلّ عن رؤية الحقيقة فقادته الضغينة ودفعه الحقد إلى القيام بأعمال دنيئة للإساءة للمملكة وللمسلمين في كل مكان»
لا ينكر الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة في خدمة ضيوف الرحمن والعناية بالحرمين الشريفين إلا من أعماه الغلّ عن رؤية الحقيقة فقادته الضغينة ودفعه الحقد إلى القيام بأعمال دنيئة للإساءة للمملكة وللمسلمين في كل مكان.#إلا_الحرمين_الشريفين
— عواد بن صالح العواد (@AwwadSAlawwad) February 5, 2018
وفي السياق ذاته، قال وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي «أنور قرقاش»، عبر حسابه الرسمي بـ«تويتر»، الإثنين، إن «خطة المرتبك (في إشارة للنظام القطري) نحو تدويل الحرمين ستفشل كما فشلت سابقا، تعودنا منه السقوط والسقطات، وعرفنا عنه التآمر والأذى، وسيبقى معزولا منبوذا ولن تجلب هرولته له الأمان».
خطة المرتبك نحو تدويل الحرمين ستفشل كما فشلت سابقا، تعودنا منه السقوط والسقطات، وعرفنا عنه التآمر والأذى، وسيبقى معزولا منبوذا ولن تجلب هرولته له الأمان.
— د. أنور قرقاش (@AnwarGargash) February 5, 2018
وفي نفس الاتجاه، قال وزير الخارجية البحريني «خالد بن أحمد»، على حسابه بـ«تويتر»: «كلما فشلت لكم خطة، وسقطت لكم مؤامرة، عدتم إلى حكاية تدويل الحرمين.. اصمتوا فقد أضحكتم العالم.. كلامكم عن تدويل الحرمين الشريفين لا يفتح لكم باب للنقاش، بل يكشف النوايا السيئة والإفلاس السياسي والسقوط الإخلاقي الذي تعيشونه يوما بعد يوم».
ليس هناك مركز ديني ، لأي دين سماوي او غيره ، يحج إليه الناس في العالم إلا و تتولى مسؤوليته دولة ذات سيادة . و لنا في المملكة العربية السعودية خير مثال للامانة و البذل و الالتزام و الرعاية و الحماية . #إلا_الحرمين_الشريفين
— خالد بن أحمد (@khalidalkhalifa) February 5, 2018
بينما قال الداعية السعودي «عائض القرني» وهو من الذين لم تشملهم حملة اعتقالات «بن سلمان» ضد الدعاة، على حسابه بـ«تويتر»: «إشراف السعودية وريادتها وخدمتها للحرمين مسألة محسومة وخط أحمر وهو حق شرعي وتاريخي وعرفي لا يمكن حتى مناقشته وماذا بعد الحق إلا الضلال».
إشراف السعودية وريادتها وخدمتها للحرمين مسألة محسومة وخط أحمر وهو حق شرعي وتاريخي وعرفي لا يمكن حتى مناقشته وماذا بعد الحق الا الضلال#الا_الحرمين_الشريفين
— د. عائض القرني (@Dr_alqarnee) February 6, 2018
ومن الإمارات، قال رئيس تحرير بوابة «العين» الإماراتية، «علي النعيمي»، على حسابه بـ«تويتر»: «أتمنى من كل مسلم أن يتصدى لمؤامرة الإسرائيلي عزمي بشارة والتي ينفذها تميم بذلة وصغار نحو مقدسات المسلمين».
بدوره قال المغرد الإماراتي المعروف بقربه من ولي عهد أبوظبي «حمد المزروعي»، في تغريدة له: «على قرنك يا ولد أمك تدول الحرم».
وكان وزير الخارجية القطري، الشيخ «محمد بن عبدالرحمن آل ثاني»، نفى في وقت سابق، صدور أي تصريح من المسؤولين القطريين بشأن تدويل الحج.
ونقلت وزارة الخارجية القطرية في بيان لها عن الوزير قوله إنه «لم يتم اتخاذ أي إجراء من شأنه النظر في قضية الحج كقضية دولية».
وأوضح أن قطر لم «تسيّس الحج، بينما تم تسييسه للأسف من قبل السعودية» على حد تعبيره، وذلك بعد رد من نظيره السعودي، «عادل الجبير»، على تصريحات منسوبة لمسؤولين قطريين في هذا السياق، اعتبر فيها أن الدعوة لتدويل الحرمين «إعلان حرب» على المملكة.
والشهر الماضي، طالبت الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين الشريفين الحكومات والمؤسسات الإسلامية حول العالم بالمشاركة في إدارة المشاعر المقدسة، متهمة السعودية بالتقصير والفشل في إدارتها.
وأصدرت الهيئة عريضة رفضت فيها تسييس السلطات السعودية للعبادات عبر توظيف التوجهات السياسية للعائلة الحاكمة السعودية للدين عن طريق استخدام المنابر الإسلامية في تسويق قرارات الحكومة، فضلا عن حرمان المسلمين من تأدية مناسكهم لأسباب سياسية، حسب قولها.
كما نددت العريضة بما سمته الفساد المالي من خلال توزيع عوائد الحج والعمرة على بعض الأمراء السعوديين، وتوزيع حصص الحج على الدول الإسلامية بصورة غير عادلة، وعدم الاهتمام بتأهيل البنية التحتية بشكل تسبب في العديد من الكوارث أثناء مواسم الحج.
وطالبت الهيئة «منظمة التعاون الإسلامي» بالدعوة إلى اجتماع عاجل لمناقشة مطالب العريضة، وقالت إنه في حال عدم تحقيق هذا المطلب فإنها تدعو إلى إيجاد آلية دولية وإسلامية بديلة لإدارة المشاعر المقدسة بشكل عاجل.
وأعلن عن تأسيس الهيئة الدولية لمراقبة إدارة السعودية للحرمين في 9 يناير/كانون الثاني الماضي، كما نظمت مؤتمرا دوليا في إندونيسيا تحت عنوان «المواقع الإسلامية المقدسة في المملكة العربية السعودية والدور المستقبلي للدول الإسلامية في الإدارة والتطوير»، أكدت فيه ضرورة إشراك الأمة الإسلامية في إدارة الحرمين.
والشهر الماضي أيضا، دعت منظمة أصدقاء الإنسان الدولية، في بيان لها، إلى عدم تسييس الحج والعبادات في ظل إجراءات تعسفية اتخذتها السعودية تجاه القطريين، بما يؤثر بشكل مباشر على حرية أدائهم لشعائرهم الدينية في المملكة.
وقالت المنظمة ومقرها فيينا في بيانها: «منذ بدء الحصار على قطر مطلع يونيو/حزيران الماضي، قامت المملكة السعودية بمجموعة من الإجراءات التي تعيق سفر الأشخاص الذين يرغبون بأداء الحج والعمرة والذين يحملون الجنسية القطرية إلى السعودية».
وذكرت المنظمة أن من بين تلك الإجراءات «اشتراط أن يكون العبور إلى السعودية لهؤلاء الأشخاص عبر الجو فقط، وتحديد منفذين للدخول، فضلاً عن اشتراط الموافقة المسبقة على خطوط الطيران التي يمكن للمعتمر أو الحاج الوصول من خلالها».
وأشارت إلى أن الأهم أن القرارات شملت تقييدا تعسفيا يجب بموجبه على مسلمي قطر المقيمين خارجها العودة لبلادهم مرة أخرى، والانطلاق من الدوحة إذا أرادوا العمرة، مرورًا بمحطات ترانزيت فقط، حيث لا يمكن السفر المباشر إلى السعودية من الدوحة.