الخليج اونلاين-
يقبل السعوديون بشراهة على مواقع إلكترونية تتيح التعارف مع مغربيات، بهدف دخول الطرفين في علاقة تحت اسم "زواج المسيار".
وزواج المسيار أو زواج الإيثار، هو زواج ومصطلح اجتماعي انتشر في العقود الأخيرة بالدول الإسلامية، خاصة السعودية، ويعني أن رجلاً مسلماً متزوج زواجاً شرعياً مكتمل الأركان؛ من رضا الزوجين وولي الأمر، والشاهدين، إلا أن الزوجة توافق على التنازل عن حقوقها الشرعية في الزواج، مثل السكن والمبيت والنفقة.
ويبقى زواج المسيار من أنواع الزواج الرائجة كثيراً في دول الخليج، وصدرت أكثر من فتوى شرعية تجيزه، ويبرره مشرعوه بـ"رغبة الزوج في إخفاء أمر هذا الزواج عن أهله وأولاده؛ درءاً للمشاكل المحتملة منهم إذا علموا بذلك"، بحسب قولهم.
بيد أن بعض العلماء أفتوا بكراهته وإن لم يخرج عن الجواز من حيث الشروط والأركان، وهو الأمر الذي يدفع إلى البحث عن أسباب هذا الزواج وعيوبه ومميزاته.
غلاء المهور وارتفاع نسبة العنوسة وحالات الطلاق وازدياد رغبة الرجل في التمتع بأكثر من امرأة، كلها أسباب لانتشار هذا النوع من الزواج، لكنه يتحول إلى سوق للمتعة للطرفين؛ ويُخل في المقابل بالمفهوم الحقيقي للزواج والأسرة، القائم على المودة والرحمة بين الزوجين، مع توافر السكن الدائم لهما.
- تطبيقات متخصصة
ويقبل السعوديون على تطبيقات ومواقع متخصصة في التعارف بين المغربيات والخليجيين، بهدف ربط علاقات تحت اسم "زواج المسيار".
وتعرض هذه المواقع المؤدى عنها خدمات التعارف والمحادثة بين الجنسين؛ إذ تستهدف أساساً المغربيات من جهة والسعوديين من جهة أخرى، والذين يعتبرون أهم زبائنها.
وكشف أحد المواقع الأردنية المختصة في هذا النوع من العلاقات، عن استخدام أكثر من 100 ألف سعودي تطبيق التعارف خاصته، هدفهم نسج علاقات افتراضية مع مغربيات، بحسب ما نقل عنه موقع "هسبرس" المغربي.
وعلى الرغم من إطلاقه حديثاً، فإن صاحب الموقع كشف خلال استضافته بقناة "روتانا خليجية"، عن تجاوب كبير من طرف المغربيات والسعوديين، على الرغم من كونه موجهاً للعالم العربي أجمع.
ويستميل الموقع زواره بعبارات عاطفية من قبيل "العثور على شريك حياتك أصبح ممتعاً وسهلاً"، و"ببساطة، أنشئ صفحتك الخاصة وضع كل التفاصيل التي ستساعدك على التطابق مع من تحلم به..".
ويقول مؤسس الموقع إن أبرز الأسباب التي استدعت هذا الإقبال من المغربيات على زواج المسيار بالسعوديين، وفق تعبيره، "تتمثل في أن هؤلاء المواطنات يتطلعن إلى السعودية باعتبارها مكسباً، ونظراً إلى الفقر الذي يعشنه في بلدهن"، مشيراً إلى أن مثل هذه الرغبة توجد أيضاً لدى شابات من دول عربية أخرى، لكن "الإقبال من المغرب تحديداً بعد السعودية".
- دعارة مقنّعة
وسبق لموقع "كيفاش" المغربي أن نشر تحقيقاً، خلص فيه إلى أن أغلب العلاقات في مثل هذه المواقع تكون في الأقل "دعارة يتم تغليفها بتسميات مختلفة"، إما تعارفاً عاماً وإما زواج مسيار.
واستجوب الموقع مجموعة من الفتيات اللاتي وقعن "ضحية" لمثل هذه المواقع، أو دخلنها بحثاً عن زبائن بأرصدة مالية ثمينة.
وكشف أن معظم المحادثات تبدأ بتعارف عادي قبل أن تتحول إلى محادثات جنسية؛ إما عبر الوتساب وإما من خلال سكايب، ويكون مجملها بمقابل مادي.
ونقل عن إحدى الفتيات التي تمتهن "الدعارة الافتراضية"، قولها: "معظم زبائننا نتعرف عليهم إما في مثل هذه المواقع، وإما بمواقع التواصل الاجتماعي".
وأضافت: "فئة قليلة منهم من يدخل للبحث عن زوجة، وحتى إن كان فضروري ما يمران بمحادثات ساخنة، وهنا نغري الزبون بأجسادنا، ونظل نتمنع إلى أن يرسل لنا المال".
وزادت: "نطلب منهم المال لأسباب متعددة؛ أحياناً بشكل مباشر مقابل التعري والممارسة الافتراضية، ومرات أخرى نتذرع بالرغبة في شراء ملابس أو حاجة إلى التطبيب وغير ذلك".
وتعرض هذه المواقع مجموعة من الفتاوى تنسبها إلى مشايخ معروفين، تجيز هذا النوع من العلاقات وتعتبره حلالاً.
ومما تعرضه أيضاً، قصص تقول إنها لأزواج نجحوا في بناء أسرهم من خلال هذا النوع من المواقع.
- ابتزاز جنسي
ومع تزايد الإقبال على "العلاقات الجنسية الافتراضية"، ظهرت عصابات تستدرج الرجال إلى محادثات جنسية بالصوت والصورة، لتسجلها وتهددهم بنشرها إن لم يدفعوا مقابلاً مادياً.
وتتداول وسائل إعلام محلية أخباراً تفيد بتفكيك شبكات للابتزاز الجنسي، سقط ضحيتها خليجيون وغيرهم؛ إذ تعمل أساساً على الإيقاع بالضحايا من خلال مواقع وتطبيقات التعارف والزواج.
وتتراوح "الفدية" المطلوبة مقابل عدم نشر التسجيل، ما بين 100 و1000 دولار، بحسب الوضعية التي يظهر فيها صاحبه؛ إذ تتم مساومته بين الدفع، والتشهير به في مواقع التواصل الاجتماعي.
- السعوديون الأوائل مغربياً
وتشير المعطيات الرسمية إلى أن السعوديين هم أكثر الجنسيات الخليجية تردداً على المغرب.
وتحتل السعودية المركز الأول من جهة عدد السياح الخليجيين الذين يزورون المغرب، تلتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم الكويت والبحرين وعُمان وقطر.
وعرفت السياحة السعودية في المغرب ارتفاعاً مطرداً في الآونة الأخيرة على الرغم من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها.
وتطور عدد السياح السعوديين بالمغرب بمعدل 10 في المئة خلال السنوات الأخيرة؛ إذ بلغ عددهم نحو 180 ألف سائح، في حين يُتوقع مضاعفة العدد ليتجاوز 300 ألف مع نهاية 2020.