دعوة » مواقف

بحلول موعد "زواج الركاض".. زيجات غريبة تشغل مغردين سعوديين

في 2018/05/12

الخليج أونلاين-

مع قدوم الصيف، وانطلاق موسم السياحة، يكون دور "زواج الركاض" قد حان في السعودية، الذي على الرغم من وجود رفض واسع له داخل المجتمع السعودي، لم يبتَّ العلماء بشكل صريح في كونه "بدعة" دخيلة على الإسلام ويجب اجتنابه أم لا.

و"زواج الركاض" اشتق من الركض، في إشارة إلى التحرك وعدم الاستقرار، ويعني السعوديون به أن صاحبه يسافر كثيراً.

ويستفيد من هذا "الزواج" الذين يغادرون المملكة نحو وجهات سياحية خارجية متعددة، ومعروف أن السعوديين، خاصة ميسوري الحال، يستغلون فترة الصيف للسفر لأجل الاستمتاع.

شغل "زواج الركاض"، منذ أيام، مواقع التواصل الاجتماعي؛ وهو ما يشير إلى تأثيره الواسع على المجتمع، واعتماده من قبل عدد كبير.

وعبَّر السعوديون عن آرائهم حول الموضوع عبر وسم نشط كثيراً عبر منصة التواصل الاجتماعي "تويتر" حمل عنوان: "#زواج_الركاض".

وجاء موقف الأغلبية من السعوديين معارضاً لهذا النوع من الزواج، مستنكرين وجوده، ومستندين إلى أحكام فقهية.

ومنهم من رأى أن زواج الركاض أمر معيب، جلب سمعة سيئة للمجتمع السعودي.

سعوديون تهجموا بالألفاظ مستهجنين هذا النوع من الزواج، ويرون أن المجتمع يرفض أن تتزوج النساء بهذه الطريقة.

وكثيرون وصفوا هذا الزواج بأنه أحد أنواع الزيجات التي أصبح ينتشر صداها في المجتمع، وجميعها مؤقتة تنتهي بوقت محدد معلوم.

ومع اتفاق كبار الفقهاء أن أي زواج يحدد فيه مسبقاً وقت الطلاق، باطل، تزداد أنواع الزيجات في السعودية، دون أن تتخذ السلطات فيها أي إجراء لمن يفتون بجواز هذه الزيجات، أو من يعتمدونها.

وليس فقط زواج الركاض ما يعتمده العديد من السعوديين تلبية لرغباتهم؛ فبحسب ما تشير وسائل الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي، هناك عدة أنواع من الزيجات المؤقتة، كلها مبنية على السفر، وتعتمد على طبيعة الشخص المسافر، ويبلغ عددها أكثر من عشرين نوعاً.

ومن أشهر هذه الزيجات: المسيار، والمصياف، والعرفي، والأنس، والمسفار، والمطيار، والمسياق، وغيرها.

- الزواج حسب الحالة!

يقوم الزواج العرفي على مجرد اتفاق الشاب والفتاة على الزواج، سواء أمام أصدقائهم أو أي شاهدَين، أو حتى من دون شهود، وتكتب ورقة يوقعها الطرفان تقول إنهما اتفقا على الزواج.

لا يحتاج هذا النوع من الزواج إلى تسجيل رسمي أمام المأذون أو في المحكمة الشرعية؛ فهي عبارة عن ورقة تسمح للطرفين بممارسة جميع الحقوق المسموح بها لأي زوجين.

أما زواج المسيار فيعتمد على الاتفاق الصريح بين أطرافه بإسقاط حق المرأة في النفقة والمسكن الشرعي، والبيتوتة المعلقة على إرادة الرجل ومشيئته وحده.

فالمرأة تبقى في بيت أهلها، ويذهب إليها الرجل في زيارات قصيرة متى شاء، ولذا يُطلق عليه زواج المسيار؛ لأن الزائر لا يُطيل المكوث عند المضيف.

وفي تعريف آخر، فالمسيار زواج بالسنة، ولكن الزوج يسير أو الزوجة تسير لبيت الزوجية مدة معينة، وعادة تكون بالخفاء، وخاصاً من طرف الزوج.

وفي زواج المصياف، الذي يُعرف بأنه "سياحي"؛ إذ يعقد في إجازة الصيف، لا يحدد فيه وقت الطلاق، لكنه ينتهي بالطلاق عند انتهاء الإجازة، ويتعاطى هذا الزواج الميسورون ومن يسافرون كثيراً للعمل التجاري.

ومن أنواع زيجات السفر ما يطلق عليه "زواج المسفار"، وهو زواج اقترح مؤخراً لتتمكن المبتعثات من الحصول على محرم في خلال رحلة الدراسة في الخارج.

وهذا الزواج محدد بمدة السفر، ويدخل في دائرة الزواج بنية الطلاق الذي اختلف العلماء بين تحليله أو تحريمه.

وزواج آخر يطلق عليه زواج الأُنس، ويسمى بالعامية الدارجة "زواج الوناسة"؛ وهو خاص بالأرامل والمطلقات من النساء؛ حيث تتم العلاقة الزوجية في سهرات الأُنس والطرب، وتستمر مدة وجيزة يأنس أحدهما بالآخر، ثم يذهب كل منهما إلى حال سبيله.

وفي تعريف آخر: هو زواج الأرملة ومن ماتت زوجته بعد بلوغ الخامسة والستين من العمر لقضاء بقية العمر في أنس.

ونوع آخر من الزيجات يسمى "زواج المطيار"، وهو نكاح للطيارين والمضيفين من المضيفات في خلال تكرر الرحلات الطويلة؛ ويستخدمه المشتغلون بالطيران.

وقريب من زواج المطيار، زواج آخر يدعى "زواج المصياع"، وهو يتم بين أهل السياحة المتكررة و"الوناسة"، ويستفيد منه المسافرون سواء ممن يسافرون باستمرار أو ممن كانوا قليلي السفر.

ومن الزيجات المبتكرة ما يطلق عليه "زواج المسياق"، وهو نكاح للمعلمات اللاتي يدرسن في مناطق بعيدة، ويحتجن محرماً لركوب سيارات الباص، فيتم الزواج بالسائق أو بين المدرسات والسائق، على أن يكون لكل سائق أربع زوجات فقط.

سلسلة الزيجات المبتكرة في السعودية تطول لتشمل أنواعاً عديدة، ويتضح من خلال تغريدات السعوديين أنها معتمدة من قبل البعض، وهو ما يؤكده رفضهم واستنكارهم لها ونصائحهم بعدم الانجرار وراءها.

لكن يبقى صوت كبار علماء الدين في المملكة خافتاً في هذا الصدد، دون أن يبت قطعاً بتحريم هذه الزيجات، في حين لا تتخذ السلطات الأمنية أو هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أي خطوات رادعة لوقف هذه الزيجات، التي يرى سعوديون أنها محرمة.

ومع وجود هذا الكم من الزيجات الغريبة، يستغرب السعوديون من تحريم "زواج المتعة" لكونه معتمداً من قبل "الشيعة" بحسب قولهم، متسائلين عن موعد اعتماده أحد الزيجات المعتمدة إلى جانب الزيجات الأخرى.