الخليج أونلاين-
لم يشفع مديح "الداعية" عدنان إبراهيم لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود، والذي وصل حد "التطبيل له"، من منعه نهائياً من الظهور بأي قناة سعودية.
إذ أصدرت وزارة الثقافة والإعلام في السعودية، الثلاثاء 15 مايو 2018، تعليمات للقنوات السعودية الحكومية والخاصة، منعت بموجبها استضافة "الداعية الإسلامي" المثير للجدل عدنان إبراهيم، بالتزامن مع مطالبات واسعة بهذا الخصوص.
وقالت تقارير محلية ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إن الوزارة قرّرت منع الداعية الفلسطيني الأصل من الظهور عبر قنوات المملكة بسبب آرائه الدينية الجريئة، والمخالفة للآراء التي تتبناها هيئة كبار العلماء في المملكة.
ولم تُعلن الوزارة رسمياً عن تفاصيل قرارها بمنع إبراهيم من الظهور على قنواتها، كما تجنَّب الداعية الظهور عبر وسائل الإعلام للتعليق على قرار المملكة الرسمي بحظر ظهوره التلفزيوني.
وقدّم إبراهيم برنامجاً دينياً يحمل عنوان "صحوة" على قناة "روتانا خليجية" خلال الموسمين الرمضانيين الماضيين، وكان يستعد لتقديم جزء ثالث من البرنامج ذاته الذي يصاحبه فيه الإعلامي السعودي أحمد العرفج.
وعدنان إبراهيم معروف بآرائه الدينية المخالفة للآراء الشائعة في العالم الإسلامي، ويتبنَّى تفسيرات جريئة للقرآن الكريم.
ورغم أنه سبق لهيئة كبار العلماء، وهي أرفع هيئة دينية في السعودية، أن حذرت منه العام الماضي قائلةً: "نحذّر من ضلالات عدنان إبراهيم القائمة على: سبّ رموز من الصحابة، والمليئة بالمتناقضات، والمتضخمة بالأنا، ونطالب المتخصصين بكشف ذلك للجميع"، فإن الغريب أن قناة روتانا خليجية أعادت استضافته.
نحذر من ضلالات عدنان إبراهيم القائمة على:
— هيئة كبار العلماء (@ssa_at) ٢٢ يونيو ٢٠١٦
-سب رموز من الصحابة.
-والمليئة بالمتناقضات.
-والمتضخمة بالأنا.
ونطالب المتخصصين بكشف ذلك للجميع.
وأكثر إبراهيم من "التطبيل" لولي العهد السعودي، خلال استضافته على فضائية "روتانا خليجية" قبل أيام، حيث أثنى إبراهيم على الخطوات التي اتخذها ابن سلمان مؤخراً، وقال: "لم يشهد أي بلد عربي في مئة سنة الماضية تغييرات كما حدث في السنتين الماضية في المملكة العربية السعودية".
وتابع: "من يتهم السعودية بالتقصير الديني فعليه أن يراجع نفسه، المملكة أنفقت المليارات في خدمة الدين"، مؤكداً أن "سمو ولي العهد صرح أكثر من مرة بأن موقفه من الإسلام ثابت"، على حد تعبيره.
كما ظهر إبراهيم في وقت سابق من الشهر الجاري خلال مقابلة على قناة فضائية، ليشكك بصحة بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تضمنها كتاب "صحيح البخاري" الذي يعد مرجعية موثوقة في العالم الإسلامي.
وزعم إبراهيم أيضاً أن القرآن الكريم يتفق مع نظرية التطور للعالم البيئي "داروين"، التي تقول إن أصل الإنسان "قرد".
ورغم شهرته في معظم المجتمعات العربية والغربية، فإن طروحات عدنان تبدو متناقضة ومثيرة للجدل، وله العديد من التصريحات والنظريات التي يصفها مختصّون في علوم الشريعة بأنها "خطيرة"؛ منها سبه للصحابة الكرام والطعن بهم؛ ما جعله محطّ انتقاد كبير من قبل غالبية أئمّة المسلمين وعلمائهم، حتى اتهمه كثيرون باعتناق المذهب الشيعي بطريقة سرية لتمرير فتاواه وأحاديثه على الناس؛ ما دفع السلطات في طهران إلى منحه الجنسية الإيرانية مؤخراً.
وكانت الإمارات قد أصدرت، في 2015، قراراً يقضي بأن إبراهيم شخصية غير مرغوب بها في البلاد، وذلك أثناء وجوده في مطار أبوظبي لاستكمال إجراءات الدخول لأنه بصدد تسجيل حلقة من برنامج "ليطمئن قلبي"، مع سعود الدوسري، وقد أبلغته السلطات في المطار بأنه غير مرحّب به في كل إمارات الدولة، ما اضطره إلى العودة لإحدى الدول الأوروبية، ولم يُعرف إن كان قد سُمح له بالدخول لاحقاً أم لا.
و"روتانا" شركة ترفيهية يملكها الأمير السعودي الوليد بن طلال بن عبد العزيز، وهي شركة للإنتاج الموسيقي، وأيضاً اسم لمجموعة من القنوات الفضائية الترفيهية، انطلقت في عام 1982.