دعوة » مواقف

«العفاسي» يروج للصلح مع اليهود.. ومغردون: انضم لقائمة المطبعين

في 2018/05/24

الخليج الجديد-

شن ناشطون عرب هجوما حادا على القارئ الكويتي «مشاري العفاشي»، إثر تغريدتين له، روج فيهما إلى أهمية الصلح مع اليهود، مستندا إلى فتوى قديمة للعلامة السعودي الراحل «محمد بن صالح العثيمين».

واتهم الناشطون، عبر «تويتر»، «العفاسي»، الذي بات أحد الدعاة المثيرين للجدل في الآونة الأخيرة، بـ«الترويج للتطبيع مع اليهود تنفيذا لخطط أمريكية».

وربطوا بين حديث «العفاسي» عن الصلح مع اليهود في هذه الفترة، وبين الحديث المتصاعد من قبل أصوات عربية، وخاصة في السعودية، التي تروج للتطبيع بين الدول العربية مع (إسرائيل)، خاصة فيما يصدر عن ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان».

بداية الهجوم كانت مع تغريدة نشرها «العفاسي»، على صفحته قال فيها: «الشيخ بن العثيمين: أنواع الصلح مع الكفار، والرد على المشنعين على تجويز الصلح مع اليهود».

قبل أن يضيف تغريدة أخرى، قال فيها: «المقدسات مكة والمدينة والأقصى خط أحمر عند كل مسلم!.. لكن متى ندرك أن تحرير المقدسات لا يأتي بسنوات من الشجب والتنديد بل برجوعنا إلى ديننا (إن تنصروا الله ينصركم).. تنصروا الله وليس عروبتكم وقومياتكم وتحزباتكم وآيديلوجياتكم.. إن صلح الحديبية هو هدي النبي في تحرير الكعبة أو فتح مكة».

تغريدتا «العفاسي» أثارتا الهجوم عليه بشكل كبير؛ إذ اتهمه ناشطون بـ«الترويج للتطبيع»، معتبرين أن استدلاله بصلح الحديبية خاطئ.

إذ طالبه «أحمد هزبوز» بـ«الصمت»؛ فذلك «أول خطوة في تحرير القدس».

واعتبرت «بشرى» أن استدلال «العفاسي» بصلح الحديبية للترويج للتطبيع استدلال خاطئ.

واتفق معها «صالح الرومي» قائلا: حادثة صلح الحديبية هي هدنة مشروطة وارتبطت بوقت، ولم تكن خضوعاً تاماً وتفريطاً بمقدسات، بل كانت تأجيلاً ممنهجاً، بذلت فيه الأسباب لإعداد العدة وتطهير النفس من الرياء وحب الشهوات. ولكن للأسف بات هذا الحدث يستخدم كذريعة لتبرير تخاذلنا وعدم قدرتنا على التضحية بنعم وفتن الدنيا.

بينما هاجمت «سما يوسف»، «العفاسي»: قال صلى الله عليه وسلم:"لا تزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك"
قالوا: يا رسول الله وأين هم؟ قال:"ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" خلي معاهدات السلام تنفعك يا (شيخ) لن يضرهم إلا ماكتب الله عليهم.

وبأسلوب ساخر، اقترحت «bushra» على «العفاسي» أن يحفظ التوراة والتلمود، ويجهز نفسه ليصلي باليهود إماما: اقترح عليك يا العفاسي أن تحفظ التوراة والتلمود وتجهز روحك لتصلي باليهود إماما عند حائط المبكى وتجهر بصوتك العذب فهذه الايام من تقرب من بني صهيون رفعوه وصار حسابه بالملايين.

وتساءل «الأملح» مستنكرا: «وين الصلح قبل عشرات السنين ما حد أفتى فيه.. ولا الموضة الحين صارت اللي تقوله (نجلة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) إيفانكا يمشي ويترقع».

وتعجب «عمر فريد» من تحول «العفاسي» إلى «ظل لأوامر سلطان ظالم ومبرراتي لأفعاله أيًا كانت».: عمرو خالد - مشاري راشد وغيرهم.. ناس الواحد استقى منهم دينه في مرحلة حرجة في حياته، وفي الآخر تحولوا إلى ظل لأوامر سلطان ظالم ومبرراتية لأفعاله أيًا كانت. فرق بين اليهودي والصهيوني دا ألف باء سياسة ودين. أفيقوا يرحمكم الله.

وأمام هذا الهجوم، سارع «العفاسي» لاتهام معارضيه بأنهم «أخونجية إمعات».

وغرد: «الإخونجي (المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين) إمعة مؤدلج يبرر التطبيع لدول!.. ويتكهن بالتطبيع ويحذر منه لدول أخرى!.. إنها دوافع واتهامات وفزّاعات حزبية بلا أدلة!.. التطبيع ليس مصطلحاً شرعياً بل هو مصطلح سياسي مطاط غير منضبط، أما الصلح فهو من هدي النبي في حال الضعف كما فعل في صلح الحديبية مع المشركين حتى فتح مكة».

قبل أن يرد على متهميه بالترويج للتطبيع، قائلا: «لا تزايدوا علينا في ديننا يا إخوان! فنحن لا نوافق ولم نوافق على التطبيع والاعتراف بـ(إسرائيل)».

كما دافع بكل أبعاد ودلالات ذلك عن السعودية، والاتهامات الموجهة خاصة لولي عهدها «بن سلمان» بـ«التطبيع» بعد تصريحاته المثيرة للجدل لمجلة «أتلانتيك» بأن «لليهود الحق في العيش بسلام في أرض أجدادهم»، وهجومه على الفلسطينيين في لقائه مع قيادات يهودية صهيونية أمريكية وإسرائيلية في أمريكا.

وكتب «العفاسي»: «الأولى بكم قبل التكهّن والتوقع وتصديق شائعة تطبيع السعودية أن تنكروا وتشنّعوا على من طبّع وصرّح بالتعامل معها!.. والقول بالهدنة والصلح ليس تطبيعاً واعترافاً واقراراً بحق (إسرائيل)».

يشار إلى أن أبرز شواهد المساعي السعودية نحو التطبيع ما صرح به «بن سلمان»، حين أكد أن بلاده تتقاسم المصالح مع (إسرائيل)، لافتا إلى أنه حال التوصل إلى سلام في المنطقة، فإنه سيكون «الكثير من المصالح بين (إسرائيل) ودول مجلس التعاون الخليجي».

وسبق أن كشفت مصادر إسرائيلية عن اتجاه الولايات المتحدة مع (إسرائيل) لتشكيل تحالف مع السعودية لمواجهة إيران، والدفع باتجاه «صفقة القرن»، في إطار مبادرة أمريكية لتطوير العلاقات الإسرائيلية العربية.

ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين وصلت إلى حد إجراء «بن سلمان» زيارة إلى (تل أبيب)، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.

وتعلق الحكومة الإسرائيلية آمالا كبيرة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية.