دعوة » مواقف

صحيفة سعودية تهاجم العثمانيين: نهبوا المدينة المنورة وأهملوا الحرمين

في 2018/07/10

«الاقتصادية» السعودية-

شنت صحيفة «الاقتصادية» السعودية، المقربة من ولي عهد الأمير «محمد بن سلمان» هجوما لاذعا على العثمانيين، مشيرة إلى أنهم سرقوا خيرات المدينة المنورة والعراق ولبنان وفلسطين ومصر، خلال فترة حكمهم للمنطقة العربية، معتبرة أنهم دخلوا في نطاق لعن النبي «محمد صلى الله عليه وسلم» لمن أحدث في المدينة المنورة شرا واضطهد أهلها.

وفي تقرير جاء تحت عنوان «سفر برلك.. نفير عثماني وبؤس وتشريد للعرب»، اعتبرت الصحيفة أن سياسة العثمانيين في المنطقة العربية قامت على أساس كلمة «سفر برلك»، وتعني باللغة التركية النفير، لكنها كانت واقعيا تعني للعرب التشريد والبؤس واغتصاب المقدرات والأرزاق لصالح أفراد الجيش العثماني من الأتراك فقط، خلال فترة الحرب العالمية الأولى.

وقالت الصحيفة إن حاكم المدينة العثماني «فخري باشا»، أو «فخر الدين باشا»، كان يعامل أهل المدينة المنورة بعسف شديد، حيث رحل الرجال وفرقهم عن النساء والأطفال، واستولى على مخزون العيش والتمر من بيوت المدينة وجمعها في الصوامع لصالح أفراد جيشه، حتى انتشرت المجاعة بين أهلها لدرجة أنهم أكلوا القطط، رغم امتلاء الصوامع بالخيرات.

واعتبرت أن «فخري باشا» كان شديد الكره للعرب، ولا يطيق وجودهم في المدينة المنورة، وأن سياسة الترحيل ونهب الأرزاق التي انتهجها بحق سكان المدينة باتت جزءا من ثقافتهم التاريخية يوردونها في مجالسهم، نقلا عن آبائهم الذين عايشوا فصول هذه الكارثة.

وتطرقت الصحيفة السعودية إلى فلسطين، معتبرة أن الأتراك فعلوا بها كما فعلوا بالمدينة المنورة، فرحلتهم واستولت على أرزاقهم لصالح الجيش التركي المرابط هناك.

وفي لبنان، تقول الصحيفة إن العثمانيين حرموها من شبابها، حينما جندوهم ضمن صفوف القوات العثمانية قسرا، ليموت الكثير منهم في معارك ليست معاركهم، على حد قول الصحيفة، والتي وصفت حاكم الشام العثماني «جمال باشا» بـ«السفاح».

وتحدثت الصحيفة عن ارتكاب العثمانيين وقائع مشابهة في كل من سوريا والعراق ومصر، حيث قالت إن القائد العثماني «سليم الأول» قتل من أهل مصر حوالي 200 ألف إنسان، من بينهم نساء وأطفال، وكان يقتل الصبية لمجرد أنه شاهدهم يمشون في الشوارع.

وشبهت الصحيفة الأعمال التي ارتكبها الجيش العثماني في مصر، بالمذابح التي نفذها القائد المغولي «هولاكو» في بغداد، حين اجتاحها.

وعادت «الاقتصادية» لتشير إلى أن الأتراك أهملوا صيانة ورعاية وترميم الحرمين الشريفين في مكة والمدينة، رغم اهتمامهم ببناء المساجد الفاخرة في تركيا، وقالت إن «سلطان العثمانيين الذي نصب نفسه خليفة للمسلمين ولقب نفسه بخادم الحرمين أهمل الحرمين تماما وهو ما لا يمكن التغاضي عنه».

وختمت الصحيفة السعودية مزاعمها، قائلة إن كل السلاطين العثمانيين لم يحجوا بيت الله الحرام، بل كانوا يكرهون الحج، وبحثوا عن فتاوى تبيح لهم إسقاط فريضة الحج عن أنفسهم.

ومن المعروف أن صحيفة «الاقتصادية» تعد إحدى الإصدارات المملوكة للشركة السعودية للأبحاث والنشر، والتي استحوذ ولي العهد الأمير «محمد بن سلمان» على أكثر من نصف أسهمها، في نوفمبر/تشرين الثاني 2015، من الأمير «الوليد بن طلال».

وتصدر المجموعة صحفا ومجلات أخرى، أبرزها صحيفة «الشرق الأوسط»، و«عرب نيوز»، بالإضافة إلى مجلات «الرجل»، و«سيدتي»، و«الجميلة»، و«سيدتي ديكور»، و«سيدتي وطفلك»، و«سيدتي للأزياء»، بالإضافة إلى مجلة «سيدتي الإنجليزية» الشهرية.

وتشهد وسائل إعلام سعودية وإماراتية خلال الفترة الأخيرة حملات لمهاجمة فترة الحكم العثماني، وتصدير فكرة أن العثمانيين كانوا يكرهون العرب، وأنهم ارتكبوا بحقهم مختلف أنواع الجرائم، وذلك في إطار المناكفة السياسية لتركيا، بعد التوتر الذي شاب علاقاتها مع الرياض وأبوظبي، بسبب موقف أنقرة من حصار قطر، ودعمها الواضح للدوحة، والذي ينظر إليه على أنه أحد أسباب فشل دول الحصار في إسقاط النظام القطري في الأسابيع الأولى للحصار، كما كان مخططا.

وكانت أزمة قد نشبت بين أنقرة وأبوظبي، أواخر العام الماضي، بسبب قيام وزير الخارجية الإماراتي «عبدالله بن زايد»، بإعادة نشر تغريدة تتضمن إساءة للقائد العثماني الراحل «فخرالدين باشا»، وهو ما رد عليه مسؤولون أتراك على رأسهم الرئيس «رجب طيب أردوغان».

ووجه «أردوغان»، رسالة للوزير الإماراتي، قائلا: «حين كان جدنا فخرالدين باشا يدافع عن المدينة المنورة، أين كان جدك أنت أيها البائس الذي يقذفنا بالبهتان؟».

واستدعت، حينها، الخارجية التركية، القائم بالأعمال الإماراتي بأنقرة؛ احتجاجا على موقف «بن زايد»، وأبلغتها استياءها من نشر وزير خارجية بلادها تغريدة مسيئة لـ«فخر الدين باشا».

وكجزء من الرد، أطلقت السلطات التركية اسم «فخر الدين باشا» على الشارع الذي تقع فيه السفارة الإماراتية.