دعوة » مواقف

الأنشطة الدعوية ستكون موجهة بشكل رسمي

في 2018/07/14

الخليج أونلاين-

في إطار  رؤية 2030 التي يدعمها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، تتعرّض صورة الطابع الإسلامي الذي تمتاز به المملكة لتغييرات كبيرة، آخرها إيقاف البرامج الدعوية وجعلها مراقَبة ومتابَعة بشكل أكبر من قِبل الجهات الحكوميّة.

صحيفة "عكاظ" المحلية ذكرت، اليوم الجمعة، أنها علمت من مصادر لم تسمّها أن وزير الشؤون الإسلامية، عبد اللطيف آل الشيخ، "أقرّ إنشاء لجنة مركزيّة للبرامج الدعوية بالوزارة، تتولّى دراسة المناشط الدعوية التي تختصّ بها وزارته، ومراجعة محاضَر لجان البرامج الدعوية المشكّلة في فروع الوزارة، ومدى توافقها مع قواعد العمل الدعوي بالوزارة".

ومهمّة هذه اللجنة، بحسب الصحيفة،"تقويم أداء العمل الدعوي لمعرفة مدى الحاجة إلى تطويره وتصحيحه، بما يحقّق الكفاية والجودة".

وبدأت اللجنة أعمالها على أثر "صدور قرار الوزير بإيقاف جميع البرامج الدعوية الموافَق عليها قبل 27 شوال، سواء التي تم البدء في تنفيذها أم لم يتم، وإعادة الرفع بها إلى فرع الوزارة المختصّ لعرضها على اللجنة المركزية بالوزارة لإجازتها للتنفيذ".

هذه الخطوات ترافقت مع اعتقال السلطات السعودية، أمس الخميس، الداعية والمفكّر الإسلامي سفر الحوالي، وثلاثة من أبنائه، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة.

وقال نشطاء سعوديون، من بينهم حساب "معتقلي الرأي"، على موقع "تويتر": إنه "تأكّد لنا اعتقال الباحث والمفكّر الشيخ سفر الحوالي واثنين من أبنائه، هما عبد الرحمن وعبد الله، بعد أيام قليلة من إصداره كتاب (المسلمون والحضارة الغربية)، الذي وجَّه فيه النصح لآل سعود وهيئة العلماء"، قبل أن يعلن اعتقال ولده الثالث.

وأضاف حساب "معتقلي الرأي" في تغريدة أخرى: إن "اعتقال الشيخ سفر الحوالي تصعيد خطير، ويكشف أمام الرأي العام حقيقة السلطات السعودية، التي لم تكترث قَطّ لسنّه ولا لمرضه وإصابته بالجلطة الدماغية، فاعتقلته بطريقة سيئة بعد دهم منزله وتقييده!".

وأكّد أن الاعتقال جاء "بسبب كشفه لحجم الانتهاكات التي تمارسها تلك السلطات في سياساتها الداخلية والخارجية، ليكون السجن ثمناً للنصائح التي ذيّل بها الشيخ كتابه".

وكان الداعية الحوالي (68 عاماً)، قد نشر كتاباً بعنوان "المسلمون والحضارة الغربية"، تحدّث فيه عن المليارات التي أنفقتها السعودية ودول الخليج على الولايات المتحدة خلال زيارة دونالد ترامب للرياض، منتصف عام 2017.

وأثار هذا الكتاب حفيظة السلطات السعودية، حيث هاجم الداعية "الحوالي" فيه سياسات حكومة بلاده التي "تنفق" المليارات على الغرب، الذين بدورهم يحاربون المسلمين، بحسب رأيه.

وفي الكتاب ذاته وصف "الحوالي" دولة الإمارات بأن كفيلها هو الولايات المتحدة، وأنها مستعدّة لتحقيق مطالب اليهود.

وقال أيضاً: "ولا أظنّ أحداً من المراقبين السياسيين أو من أهل النظرة الثاقبة يشكّ في أن السيسي والإمارات ومحمود عباس خاضعون بشكلٍ ما لأمريكا، وكذا أكثر الحكّام".

من جهته سارع ما يُعرف بـ"الذباب الإلكتروني" السعودي بشنّ حملة على وسائل التواصل الاجتماعي، محاولاً إظهار الشيخ السعودي وأبنائه كـ"إرهابيِّين".

وكانت منظّمة "هيومن رايتس ووتش" قد استنكرت حملة الاعتقالات التي تقوم بها السلطات السعودية ضد عدد من الدعاة وقادة الرأي والناشطين، وهو ما كان قد كشفه حساب "معتقلي الرأي"، ثم أكّدته الحكومة السعودية.

وتقول مديرة قسم الشرق الأوسط في المنظمة الدولية، سارة ليا ويتسن، إن جهود ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، لإصلاح الاقتصاد والمجتمع في السعودية "لا بد أن تفشل إذا كان نظام العدالة يحتقر سيادة القانون عبر الاعتقالات والعقوبات التعسّفية".

ومنذ سبتمبر الماضي، شنّت السلطات السعودية حملة اعتقالات طالت شخصيات بارزة، من بينها دعاة ورجال دين، منهم الداعية المعروف سلمان العودة.

وفي المقابل علت أصوات مقرّبة من الخط الرسمي السعودي ترحّب بالاعتقالات، وتتّهم المعتقلين بأنهم يهدفون "لإثارة الفتن"، وأنهم مرتبطون بخلايا تجسّس.

وكان أول من تحدّث عن الاعتقالات التي حصلت وكشفت عن ارتباط هؤلاء المعتقلين بـ"خلية تجسّس" هي وسائل الإعلام السعودية الرسمية.

بدورها فإن هيئة كبار العلماء، التي يرأسها مفتي البلاد، عبد العزيز آل الشيخ، شدّدت في عدد من التغريدات على موقع "تويتر" على أن "‏استهداف الوطن في عقيدته وأمنه ولُحمته الوطنية جريمة يُؤخذ على يد مرتكبها، ولا تقبل هوادة فيها".

وفي تصريح خاصّ لصحيفة "المدينة"، قال الشيخ صالح الفوزان، عضو الهيئة، في سبتمبر 2017، إن الأشخاص الذين يعملون مع الجهات الخارجية ضد مصالح الوطن "مفسدون في البلاد"، داعياً إلى تطبيق العقوبات الرادعة التي تمنعهم وتُنذر غيرهم.

وانضمّ الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، الشيخ عبد الرحمن السديس، لقافلة المدافعين عن الدولة، مُشيداً بـ "ما يقوم به جهاز أمن الدولة من مكافحة التطرّف والإرهاب، وما يقوم به رجال الأمن من عمل مشرّف في حماية الوطن والمقدّسات من عبث المندسّين والخونة والإرهابيين"، بحسب صحيفة "المدينة".